قمرٌ... على باحة الحلم أشفى
ثم أغضى
يستبيح الأمانيَ من حلميَ المعتق ِ
ثم أضفى
أردانه ساجياً..
يقطع الليلَ بالصباباتِ،
والنورُ أراجيحٌ..
والمواجيدُ عنوةً... تتبدى
قمرٌ... على باحة الحلم أشفى
والحزانى تقاطروا كالسكارى...
يتمشون على أهدابه..
والليلُ أغفى
والحمائمُ نامتْ على شعر ِالطلحِ،
يا غرائبُ!!
كيف هذا النومُ يهنى ويقنى؟!
سهرٌ... في هدأة الليل...
والعيونُ التي أخضلت
دمعة َالفقد والتباريح... وسنى،
كل ما في حشاشتي خطراتٌ
تستجيشُ الوجدَ...
والوجدُ قلبٌ... ومُضْنى
قمرٌ... على باحة الحلم ِأشفى
فسقانا سكينة ً
فتلونا..
صلاتنا وشدونا:
كدرٌ... هي الحياةُ بلا أحبابِ
يغسلون الكآباتِ
ويديرون الصباباتِ
ويمسحون حزنَ المعنّى
كدرٌ... هي الحياةُ...
بلا حُرقةِ شوق ،
لورودٍ لماء مدينَ
وشربِ النميرِ المعلّى
ومقيل... في سدرةِ الروح ِ
والسدرُ... رُوحٌ تجلّى
كنتُ أحنو على الذراع وأغفو،
ضمني... وضم هجعتي ودعاني..
لسياج ٍ بين الضلوع.. محنّى
أين ذاك السياجُ؟
وأين ذاك الذراعُ؟
وأين، شدويَ البهيُ المغنّى؟
2
شجرٌ... يمسده الطيرُ،
وطيرٌ... ينازعني الشجى..
فوق تلويحةِ الغصون.. تثنّى
شجرٌ.. تراقصهُ الريحُ،
والرياحينُ في عبق ِالصبح ِ
تفوحُ ورداً وحنّا،
والليالي تنيرُها نارُ وجدٍ
آنستها في السُرا..
أسمارُ قوم ٍ
شربوا ثمالة الحبِ... نشوى.
ضوؤها.. في أواخر الليل زيتٌ
قد أضاءت مِشكاتُهُ
عُـتمةَ َالروح ِ
والنارُ... نورٌ وأسنى
3
وفؤادي تعلقته طيورٌ...
غرقت في حشاشة الغيم... وشلا
غردت في البواكير ِ
في غلس ِالصبح ِ
في نجيع ِالشمس ِ
والحمائمُ مدنفاتٌ
شرعُها الحبُ... والحمامةُ تهوى
هاضها الشوقُ
لفها التوقُ... ثم استدارتْ...
رفرفتْ في حومة العشق ِ... ثم تدنتْ...
قابَ غُصنين... وأدنى
يا نجومَ الليلِ...
إن أثقلتك شجوني
في تراجيع لوعتي وسُـهادي
وسرى في وحشةِ الليل طيفٌ..
في الهزيع الأخير.. خاشعاً يتدلّى..
فأشيحي عنهُ النقابَ.. أبيحي
سِرَهُ الذي كان... أخفى وأخفى
4
قمرٌ... ينادمُ ليلي
والليالي حالماتٌ
والليالي مثقلاتٌ
والمساءاتُ... يا ندامايَ حُبلى
وبقلبي حشرجاتٌ
لمعتْ نارُها فأضاءتْ
واهجَ الشوقِ
والأشواقُ آهٌ... لفراقِ المحبين حرّى
تتداوى بلظى الآهِ
والآهُ.. في سِفْرِ أهل المواجيدِ... نجوى
والأماني هتكتَْ خافيَ الحنين، وتمضي...
نحو نجم ٍبعيدٍ بعيد ٍ
في أعالي الحائماتِ... وشماً تعلّى
5
نخلةٌ... تعاتبني!
والعصافيرُ في السعف المظلاتِ، تختالُ جذلى:
هل سلوتم مراتعَ الراحلين؟!
هل نسيتم عِناقكم للمحبين..؟!
حيث جادوا وجدتمُ
بتباريح ِوجدكم،
يومَ كان الزمانُ.. صافياً..
كالرحيق المحلّى
ذاك عمري الجميلُ الذي...
كان عمريَ الجميلَ المهنّى.
حائل
