لا أخفى عليكم أيها القراء الكرام بأنني في حرج مع نفسي قبل أن يكون معكم منكم سادتي الكرام وهو أن يخط قلمي هذه الأسطر المتواضعة بحق القامة الأدبية الكبيرة والعريقة معلمتنا وأستاذتنا الدكتورة لمياء باعشن فهي لا تحتاج من شخصي الإشادة والثناء فهي مواطنة وأكاديمية ومثقفة وذات شخصية جديرة بالتقدير والاحترام ولكن أحببت أن أشير أن الدكتورة المثقفة والمهمومة بالفعل بالثقافة هي نموذج للمواطنة المثقفة الصادقة بهمها الثقافي لنجاح الحركة الثقافية في الوطن فمهما اختلفت مع المؤسسات الثقافية ومهما طرحت رأيها بصراحة تجاه الوزارة ممثلة بالشئوون الثقافية وتجاه مشروع الانتخابات إلا أنها لم تعلن مقاطعتها للثقافة ولمؤسساتها ولم تقوم بالتقليل من شأن إنتاج تلك المؤسسات وهناك فرق بين من ينتقد وبين من يهاجم ويقلل وعلى الرغم من أنها لم تحظ بعضوية مجلس الادارة إلا أن رقيها الفكري والأدبي وقبل ذلك الأخلاقي من أن تهاجم وتقاطع بل إنها لم تبادر بإنشاء صالون نسائي خاص كردة فعل لعدم حصولها على مقعد في مجلس الإدارة بل بذلك الموقف هي تؤكد مصداقيتها في همها الثقافي ودليل ذلك بأنها تتواصل مع جميع الفعاليات ولا تكتفي بمجرد الحضور الشكلي بل يلمس الحاضرون مدى مشاركتها الفعالة والجدية وقوة حضورها وتفاعلها مع ما يقدم من أطروحات عوضاً على ما يوجه له من دعوات بوصفها أستاذة قديرة وأكاديمية معروفة ..وبالتأكيد لا يمكن أن نتجاهل الإصدارات الفلكلورية التراثية الجميلة والتي تحتفظ لنا بالذكريات الطفولية... وهذا أحد الارتكازات الأساسية التي تثبت بهم الدكتورة لمياء باعشن بالعمل الثقافي لأن المهموم بالثقافة يظهر على محياه ومن يكون مهموم بالوجاهة أيضاً يظهر على محياه... فهنيئاً للوطن بمواطنة صادقة في حسها الوطني تجاه الثقافة وتجاه الحراك الثقافي وحرصها على النهوض بثقافة الوطن رغم جرأة طرحها الذي يغضب الكثير ولكن تبقى إنسانة صادقة وذات قلب ناصع البياض وتعامل إنساني جدير بالاحترام ولا يخفى على الجميع مع عراقة نسبها وعائلتها الكريمة.
الرياض