مجرد التفكير في الحب مسألة يشوبها الكثير من التعب والقلق لا سيما في بلادي فالحب في بلادنا مخلوق محذوف من قائمة المواليد التي تذهب كل يوم إلى المكتب الصحي لتثبيت تاريخ ميلاد وتسجيل أسماء مواليد ذلك النهار
وأننا حين تفاجئنا حالات الحب نقف مشدوهين وتصيبنا حالة من الذهول وإحساس مريع بفقدان الذاكرة فلا نعد نعرف كيف نتصرف ولا كيف نحسم أمورنا.
وحين يسكننا الحب نفقد نبرة أصواتنا ونفقد القدرة على الكلام ... ونفقد بالتبعية حواسنا والسيطرة على توازن حركتنا.
فتغدو خطواتنا تترنح بين اليمين وبين الشمال ... حتى أبصارنا تفقد حاسة التركيز على الأشياء فلا نكاد نميز بينها وبين ألوانها.
الدخول إلى بوابات العشق فعل مشين ... وسلوك فاضح يعاقب عليه القانون
والدخول في الحب اختراق مجحف للنظام ولسكينة وطمأنينية المجتمع ما يترتب عليه أشد العقوبات والجزاءات الرادعة
أسلم شيء في الحياة أن تضع قلبك في خزانة ملابسك حين تهم بالخروج للعمل أو للتسوق أو للتنزه
ولكنك حتماً ستحتاجه مع جواز سفرك حين تسافر إلى البلاد البعيدة ...
ففي تلك اليلاد سيسألونك عن قلبك قبل سؤالك عن سمة الدخول المدموغة على جواز سفرك
وإلا سوف يرجعونك إلى حيث أتيت.
«البستاني»