كلما مر ببيته المطل على الطريق المؤدي إلى المسجد ألقى عليه التحية فيبادله صاحب الدار بأحسن منها ويضيف قائلاً: «اتفضل يا ولدي أشرب معاي كباية شاي» وكان صاحبنا دائماً على عجلة من أمره فيعتذر له ويوعده بتلبية دعوته في المرة القادمة. تكررت الدعوة واعتذر صاحبنا عنها مراراً. في يوم من الأيام وكان الفصل صيفاً والوقت نهاراً، تذكر صاحبنا دعوة صاحبه المتكررة، فنوى زيارته تلبية لدعوته فذهب إليه وألقى التحية
...>>>...
كانت تراوده ذات الأحلام كل ليلة، يسير في طرقاتٍ ليس لها نهاية، بها حواجز وأشجار خوخ، نسمات تفوح منها روائح أشجار الفاكهة، أغصان تتدلي، هناك يقبع ثمةُِ إنسان يجلس القرفصاء في نهاية الطريق، يراه دائما، كل ليلة يحاول الوصول إليه، لكن دون فائدة، تستمر الطرقات في المسير، حتى يخلع الليل عباءته السوداء عن الشمس فتنير الكون، يذهب إلى عملهِ يشغله دائماً ما يري، لكن هل له من ملاذ؟ لم
...>>>...
لا أدري لِمَ انتابني الإحساس بأني مجرد ذرة في نواة.. أرهقها الدوران حول محورها.. وحول مركز النواة بلا توقف.. امتد بي المسير طويلاً.. أعواماً تتلو أعواماً.. في نفس النسق.. لا أملك الخروج عن مداري.. ولا أملك حتى ألحق في التوقف.. خشية أن تختل المنظومة.. تلك التي لا أدري عنها شيئاً.. لكني موقنٌ بوجودها كما أُوقن بوجودي..
هل هو قدري أم هو اختيار مارسته، وأنا مطلق اليدين غير معصوب العينين.. قبل أن
...>>>...
الساعة السابعة وخمس وثلاثين دقيقة أرشدني نادل المطعم إلى طاولتي المحجوزة مسبقاً حيث فضلنا اختيار الجلسات الخارجية اصطحب برفقتي عروستي في أول أيام شهر العسل بدا كل شيء معد مسبقا فكثافة الشموع بين الطاولات منسقة بشكل ملفت لكن الموسيقى والجو اللطيف أنسانا انه لم يتبق سوى 15 دقيقة على حلول ساعة الأرض بعد جلوسنا وتقديم المقبلات أمسكت يدها وهمست بقي دقائق ويجمعنا حدث عالمي سيبقي هذه اللحظات عالقة في
...>>>...
لا تحاول أن تدبج العبارات وتنتقي الكلمات فأنت كالبئر التي باح معينها أو كالنار التي فقدت جذوتها أنت يا صديقي قفر خال من بهاء الخيال بل أنت خواء.
قلت له: لِمَ تقسو علي وقد كنا يوماً خليلين لا ينام أحدنا إلا في يد خليله، وكنت أُطلق لك العنان لتنطلق أفكاري بين مدادك هوجاء هادرة تكاد تحرق الأوراق، وأحياناً تتراقص كغانية لعوب تتقلب بين السطور، وتذكر كم كنت بين يدي حراً طليقاً فإنني يوما لم أقيدك ولم
...>>>...