يستوجب نظر الألفاظ في أطروحات علماء اللغة وعلماء الشرع يستوجب ذلك فهم مراد هؤلاء العلماء وأولئك على حد سواء إذ لا يجوز البتة أخذ المعاني من هذه الألفاظ إلا بعد سبر غور مراد الطارح لها خاصة في المسائل التي تحتاج إلى فك ذهني ضارب في الأعماق.
ومن أجل ما قد يحصل عند الباحثين في أسفار علم اللغة.. والنحو.. والبلاغة - وما قد يكون عند كثير من علماء الشرع خاصة: (الحديث.. الفقه.. الأصول- المصطلح) ما قد يكون عند هؤلاء.. وهؤلاء من العجلة أو الفهم السابق لمراد غير مراد أو ما قد يحصل من اعتماد على تصوير غير صحيح فإن أساسيات تقعيد العلم في هذا كله تعطي نتائج خاطئة ولا محيص، ومنها يتردى العلم شيئاً فشيئاً بسبب:
1 - العجلة في القراءة.
2 - العجلة في التحقيق.
3 - العجلة في حب الوصول إلى: النتيجة.
4 - العجلة في فهم ليس بذاك.
> وبسبب:
1 - سوء الفهم.
2 - أو إلزام النص بغير ملزم.
3 - أو ضعف إدراك شرط المصنف لهذا الكتاب أو ذاك.
ولما كنت في هذا (المعجم اللغوي) أحاول جاهداً الجهد كله التجديد في مسألة الفهم الذهني والإدراك العقلي على غرار كتابي: (حال المهتم في مجلس القضاء) وكذا: (نقد آراء ومرويات العلماء المؤرخين) فإن ما يحسن هنا كما حسن هناك أن أورد أمثلة أعتبرها (ظاهرة) لدى كثير من: العلماء - والكتاب- والمحققين- وأولئك الذين يعنون بتخريج الآثار من كتب التراث وذلك حتى تكون كتابات اللغويين والباحثين ذات مسار يحسن السكوت عليه وسوف أختصر لكي أطيل عليه في: (المعجم) ج (18) وسوف يكون هذا معيناً للباحثين والقضاة والمفتين بإذنه جل وعلا.
وما سوف أذكره إنما أذكره (لماماً) ويدرك ذلك المعنيون في مثل هذا فعلى بركة الله تعالى:
أ - في هذه المسألة خلاف.
الصحيح: (اختلاف).
ب - هذا ما ذهب إليه الجمهور
النقد: (أي جمهور تريد)؟
ج - قد ذكر النحاة هذه المسألة.
الصحيح (قد ذكر بعض النحاة).
د - أخطأ سيبويه في مسألة: كذا.. وكذا.. الصحيح (لعله اجتهد وحسب فهمي هذا هو: الصواب).
هـ - إنما انتقد هذا الكتاب لما ورد فيه من آراء جانبت الصواب.
الصحيح (إنما أقوم بدراسة هذا الكتاب لما فيه من آراء لعلها جانبت الصواب وقد يكون الحق معه).
و - وهذا رأي في هذا القول الساقط الذي خالفه فيه غالب العلماء.
الصحيح (وهذا ما أراه في هذا القول المخالف الذي خالف فيه كثير من العلماء مثل: فلان.. و.. و.. و.. و.. حسب كتاب.. وكتاب.. وكتاب).
ز - هذه كلمات لا قيمة لها، وأين هذا الكتاب من هذا العلم.. وهو ليس من: أهله.
الصحيح (وهذه كلمات لعله زل فيها، وأين هذا الكاتب من حقيقة ما يريده فتاه عنها)؟.
ح - وهذا باب واسع جداً يصعب جمعه، وهو عند علماء اللغة باب متفرع تركوه لغزارته.
الصحيح: (أولاً.. ما هذا..؟).
(ثانياً وهذا باب واسع يصعب جمعه في مثل هذه المساحة وهو عند علماء اللغة باب متفرع كما عند: فلان.. وفلان.. وفلان، في كتاب.. و...و... لعلهم لم يتركوه لكنهم بحثوه متفرقاً لأهميته كما هو عند: فلان.. و... و... و... و...).
ط - وهذا القول هو: الراجح بل الصواب..
الصحيح (وهذا القول راجح عند: فلان.. و.. و.. و.. كما في كتاب.. و...).
لكن القول فيه اختلاف وهذا ما أراه) وقول: (الراجح بل الصواب) هذا تشنج لفظي لا داعي له في مثل هذه المسائل العلمية الدقيقة.
ي - وأهداني أستاذنا الدكتور.. كتابه (....) وهو من أجل الكتب بل أعظمها وكنا نتسابق إليه فيما لكنا (طلاباً في الجامعة) لغزارة علمه وقوة حجته، وفيه (هذا الكتاب) آراء صائبة غطت على آراء كثير من العلماء السابقين......) الخ.
الصحيح (أولاً.. ما هذا)؟
(ثانياً.. ثم ماذا..؟ أليس يجدر أن يعرض الكتاب عرضاً علمياً بعيداً عن العاطفة وعين الرضا، ثم إن: (وفيه (في هذا الكتاب) آراء صائبة غطت على آراء كثير من العلماء السابقين فهنا سقط فلعله أراد (هداه الله) (على آراء كثير من آراء العلماء السابقين)، وهذا القول بحد ذاته زلة كبرى اشتركت فيها: العاطفة.. بالعجلة.. بسوء الفهم..
البعد عن منهج العلم والأخلاق.. وحسن الأدب)
ك - ومذهب (ابن جني) في شعر المتبني أنه يفرد المرادفات ولا يتسع صوره لمعالجة جل ما قاله.، الصحيح: (وما ذهب إليه الإمام ابن جني في شعر المتبني أنه يغرد المترادفات ويترك ما وضح معناه من المفردات..).
وابن جني رحمه الله تعالى من قوم كبار في المجال الذي كتبوا فيه.
ويأتي اليوم من يكتب: (ولا يتسع صدره) (لمعالجة جل ما قاله).
ومن المعلوم أن من أسس دراسة العمل العلمي.. أو اللغوي.. أو الأدبي أن يكون الدارس لهذا العمل على درجة كبيرة من المساواة بينه وبين من يدرس كلامه.
حتى (علماء الحديث) في باب (الجرح والتعديل) جعلوا ضوابط مهمة منها: حسن الخلق في اللفظ وأن يكون المتكلم قريناً للذي سوف ينتقده لكن بحدود الأدب وتحرير المسألة من سوء الفهم.. والغرور ولمز الذات أو وصفه بما لا يجب من مسلم عاقل شريف.
واليوم وأنت تطالع ما يكتب.. يهالك ما تقرأ وما يمر عليك من: مفردات.. وآراء.. وعبارات.. لو ثمة أن قالها أو كتبها أحد من قبل لكانت عليه بارقة لعله لا يكتب شيئاً بعد ذلك. وهذا سبب التجديد عند الأقدمين، وهو سبب الإضافات التي لم تطرق من قبل إلا بوجه مشابه في لفظه أما معناه فهذا غير ذاك.
وطالع إن شئت: (تاريخ بغداد)، ج 3 و ج 5 - و وج 6، وكتاب: (الجرح والتعديل)، ج - 1 (المقدمة) حتى ص 19، وج 5 - وج 7 - وج9.
الرياض