- «مهما ترفعنا عن وقار الأجداد والموضة القديمة, نظل أحفاداً خليقون بأولئك الأجداد» فريدريك نيتشة

حين نريد وضع لمسة أخيرة على أي شيء, فإن ذلك ما تتنبأ به اللمسة الأولى, وهذا ما سأسميه بـ (الفيونكة), فلكي نربطها بشكل جميل على هدية, أو نثبتها على فستان طفلة أو ضفيرتها, لا بد أن يكون المنتصف فيها مثبتاً جيداً.

علاقة (الفيونكة) بما قال نيتشه في الأعلى: هو أنه لن تكون ثمة (فيونكة) أنيقة فكرياً أو ثقافياً دون أن تكون استوحت هذا الشكل من نقش نباتي على ثوب الجدة مثلاً, أو بقايا من نمنمات جدار تاريخي أو محراب. قراءة التراث المحلي اليومي الملتصق بنا كالأيام, أو العالمي المتمَايز, قراءة إلى ومن مساحات متوسطة هو من يقوم بعملية التراجح, واكتمال شكل الفيونكة!

* النظر من داخل كُرَة بِلَّورية يجعل الأشياء تبدو واضحة وقريبة, لكنها مُحَدَّبة على الدوام. فثمة أفكار عظيمة تضفي على الأشياء الجميلة, رائحة أصالة لا تُمحى, لأن الأشياء الجميلة تحتاج أن تتعطر خارج هذه الكُرَة, لتبدو بهيئة عطر مستقيم قابل للانتشار كنص سليقي طازج بأجنحة وزلاَّجات.

* الاحتفاظ بنا يتطلب منطقة ثبات غير متناوب عليها, فالهُوية لا تحارب الآخر لفهمه؛ أو لتتميز عنه؛ لأن هذه الحرب الافتراضية ستجعلنا نُطِل على العالم بلا ذوات, فضمناً أو علناً ستتسرب إلينا ظلاله, ثم نشعر بهذه الغربة والهُويات المنسوخة التي يتحدثون عنها ثم يظلمونها.

* حين يتصدَّر الضجيج في أي ناحية فلن يشعر بالصمم إلا من يبحث عن ضجيج أهدأ, كالأفكار العامة المُتَأذية من كثرة استخدامها ومسح كل ما يتسخ بها. فهي من حقها أن ترفض كل هذه الأفواه والأصابع التي تصرخ بها, وإلا فإنها ستبهت إلى أن تختفي وتخذلهم!