لبنى الخميس
هل أنت سعيد في عملك؟ هل ترتدي ابتسامة وأنت متوجه صباحاً إلى الدوام؟ هل تشعر بقيمتك ومكانتك كموظف؟ إذا كانت الإجابة لا، فأنت ضمن الأغلبية. فبالرغم من ندرة وجود مراكز أبحاث معتمدة تقيس مدى رضا العاملين في القطاعين العام والخاص في هذا الجزء من العالم. أكدت دراسة أمريكية أجريت العام الماضي أن 53% من الأمريكيين غير سعيدين في وظائفهم، حيث شملت الدراسة نواحي الأمان الوظيفي وسياسات الترقية والإجازات، بالإضافة إلى خطط التأمين الصحي والتقاعد. كما أن نسبة عدم الرضا ترتفع في دولة مثل بريطانيا لتصل لـ60%. وأكاد أجزم أن نسب عدم الرضا توازي إن لم تكن تتجاوز هذه الأرقام في المملكة، بسبب عوامل شديدة الوضوح مثل الرواتب وبيئة العمل ومستوى التطور الوظيفي، بالإضافة إلى عدم الشعور بالانتماء للمؤسسة. إذا يؤكد المختصون وجود عشرة عوامل أساسية لعدم سعادة الموظفين، أذكر منها 5 عوامل:
- مديرون محبطون: تقترح عليهم فكرة فيجابهونها بالرفض والتأجيل، تطالبهم بتحسين الأجور فيقدمون لك المزيد من المحاضرات حول سياسة التقشف، تتفاءل بالتغيير، فتجدهم يقفون كجدار سميك أمام أي شعلة أمل قد تجعل من وظيفتك رحلة حياتية ممتعة.
- موت الشغف: هناك فرق كبير بين من يعيش ليعمل، وبين من يعمل ليعيش. البعض كان يمتلك شغفاً عميقاً تجاه عمله لكن روتين الوظيفة، وتعقيدات الهرم الإداري، وتمغّط مرحلة اتخاذ القرارات قتلت شغفه بالعمل وعشقه للإنجاز.
- الشعور بعدم الانتماء للمؤسسة: أفكارها وثقافتها وخططها لا تنسجم مع قيمك وطموحك الوظيفي، تقدر التقليدية وأنت شخص مبتكر وخلاّق، تؤمن بالأقدمية في الإدارة وأنت تؤمن بأهمية الدماء الجديدة في غرفة القيادة، ما يشكل اصطداماً فكرياً وقيمياً مستمراً.
- ضعف التحفيز المالي: لا شيء يقتل الشغف مثل شعور الموظف بأنه يستلم مرتباً أقل بكثير مما يستحق، فالتحفيز المادي بالزيادات أو المكافآت السنوية مرتبط ارتباطاً مباشراً بسعادة وإنتاجية الموظفين.
- غياب عنصر التحدي: إذا كنت تذهب كل يوم إلى عملك لإنجاز نفس المعاملات الروتينية، في ظل غياب عنصر التحدي والتجديد في العمل فحتماً ستصاب بالملل والإحباط. فوجود تحديات جديدة في العمل يثري العملية المعرفية، ويضيف لك الكثير على المستوى المهني والشخصي.
وأمام هذه الواقع المرير للموظف ما هي الحل الحلول؟ وهل هناك خطوات يجب أن يتبعها المقبلون الجدد على عالم العمل؟ نعم، هناك بعض الوصايا الذهبية التي يجب أن يأخذها أي موظف أو خريج جامعي مقبل على العمل بعين الاعتبار:
- اختر عملاً تحبه: يقول ستيف جوبز: عملك سيملأ جزءاً كبيراً من حياتك، والطريقة الوحيدة لكي تكون راضياً عما تفعل هي أن تحب عملك.
- اسمح لنفسك بالملل: يشعر البعض بالحماسة ولكن سرعان ما تنطفئ بعد تحقيق الأهداف الكبرى، ما يجعلهم يصابون بالإحباط. تأكد لا وجود لسعادة دائمة.
- افتح نافذة للابتكار: إذا كنت تجلس فوق كرسي وظيفة تقليدية.. احرص على خلق مساحة للابتكار ولا تسمح للمحبطين بقتل إبداعك.
- اختر مديرك بعناية: البعض يسعى خلف وظيفة الأحلام متناسياً مدى ارتباط هذه الوظيفة بمدرائها. أحياناً اختيارك لمديرك أهم من اختيارك للوظيفة نفسها، فالمدير الإيجابي قادر على تحويل الوظيفة التقليدية إلى رحلة مليئة بالتعلُّم والتحدي، والمدير السلبي قادر على فعل العكس!
- اخلق لك غاية وهدفاً تستيقظ من أجله: استشعر أهمية عملك في تحسين حياة الآخرين وخدمتهم .. فروتين عملك قد ينسيك تأثير وظيفتك المباشر على حياة الناس.
وأخيراً تذكّر أنّ عملك يشكّل نسبة عظمى من حياتك.. وقد تقضي فيه ساعات أطول من أي مكان آخر، ما يجعل تطويره والبحث عن سبل جديدة لبث الحياة والسعادة مرتبطاً بمصيرك كإنسان قبل ارتباطه بمصيرك كموظف.