رمضان جريدي العنزي
نحن نعيش في زمن التغير الكبير الشامل واللامحدود، تغيير نعيشه يومياً وفق رتم متصاعد وسريع، هذا التغيير القادم لا يترك مجالاً للكسالى وأصحاب الشخير والحالمين وهم في السرير، في عام 1988 «كوداك» كانت توظف 170 ألف موظف، وتبيع 85% من الصور الورقية في العالم، بعد سنوات قليلة أفلست هذه الشركة العملاقة، ما حدث لكوداك حدث لغيرها وسيحدث لكثير من القطاعات خلال السنوات القليلة القادمة، التكنولوجيا تداهمنا لحظوياً بطريقة لم نكن نتوقعها أو نتصورها، الأخبار المتتالية تعلمنا بأن كل شيء سيتغير عن ما هو عليه الآن بشكل لا يصدقه العقل ويكاد لا يستوعبه أو يستسيغه، التطبيقات في الصناعة والزراعة والطباعة والتصوير والاتصال والصحة والتعليم سيحدث لا مجال، الذكاء الصناعي «أرتيقيشال إنتليجانس artificial intelligence» سيغير الكثير من المفاهيم العملية، شركة IBM لديها تقنية WATSON الذي جعل الكثير من الاستشارات القانونية تتم بثوان معدودة، وأفضل دقة من الإنسان، سيقل عدد المحامين بكثير، ويبقى المختصين فقط، الذكاء الصناعي سيعطي تشخيص الأمراض أدق من أي عنصر بشري، في عام 2018 ستدخل الأسواق أول سيارة من غير سائق، بعد سنوات قادمة قليلة جداً ستصبح التكنولوجيا والذكاء الصناعي صادمة جداً من حيث التغيير والتطوير والفاعلية، لن نحتاج هذا الكم الهائل من السيارات، ستقل الحوادث، وتنخفض أعداد الوفيات، وستصبح شركات التأمين في حيرة تامة من أمرها، السيارات الكهربائية ستعم العالم وستسيطر عليه، لا إزعاج ولا تلوث ولا حوادث مرعبة، الأعمال التجارية سيصبح أغلبها عن بعد، حتى من أي مكان نائي، الأمور الصحية ستكون مربوطة بالهاتف النقال من خلال تقنية TRICODE X بإمكان أي شخص الحصول على صورة أشعة لنفسه، وجميع فحوص الدم، وستقوم هذه التقنية بتحليلها، وتشخيص كل أمراض الجسم، ستقل التكلفة المالية المخبرية، ومراجعة المستشفيات، والطوابير الطويلة، والشكاوي، التعليم النمطي سيتغير عن ما هو عليه الآن، مع وجود هواتف ذكية بسعر زهيد، وسيصبح كل أفراد العالم يملكون هذه الأجهزة، لا كتب، لا دفاتر، لا أقلام، سيزدهر التعليم ويرقى، البناء التقليدي سيتغير أيضاً، والنظم العقارية ستتغير، بسبب الذكاء الصناعي الذي سيعم كل شيء، بسلوكه وخصائصه وبرامجه الحاسوبية، والتي ستحاكي وربما تتغلب على القدرات الذهنية البشرية، تعليماً وفعلاً وإنتاجاً، الذكاء الصناعي سوفيتجاوز حدود التقدم، وسيغير الإنسانية تغييراً جوهرياً، في مجموعة واسعة من المجالات كلها، من بينها النظم الخبيرة ومعالجة اللغات الطبيعة، وتمييز الأصوات، وتحليل الصور، والتشخيص الطبي، وتداول الأسهم، والتحكم الآلي، والقانون، والاكتشافات العلمية، والخرائط، وألعاب الفيديو، ولعب الأطفال، ومحركات البحث على الإنترنت، هذا التغير سيشمل كل شيء بلا حدود، ولا استئذان، أن علينا أن نكون مستعدين لمواكبة هذه التقنية والثورة التكنولوجية التي لن نستطيع رفضها أو لفظها أو حذفها من قاموس حياتنا المعاشة والمستقبلية، هذا التحول التكنولوجي المهول سيكون شريكاً روحياً كبيراً لنا، علينا أن نكون مستعدين لتقبل المتغيرات التي تستدخل حياتنا، الأشياء من حولنا ستتغير، أشياء جميلة ستحدث، سنذهب إلى أعمالنا بطرق أخرى غير التي اعتدنا عليها، سنشترى حاجاتنا بطرق وأمكنة أخرى غير التي تعودنا عليها، سنتطبب وفق طرق أخرى غير التي عرفناها ومارسناها، سنتعلم وفق أسلوب تعليمي مغاير، سوف نرى أشياء مختلفة وجديدة ومبهرة، سنكون أناساً آخرين، تخيلوا من جديد من خلال الذكاء الصناعي كيف ستكون حياتنا من خلال السنوات القليلة القادمة، فقط تخيلوا واستعدوا.