موضي الزهراني
كان مساء الأربعاء الموافق 4-8-1437هـ يختلف عن كل المساءات بعد عرض فيلم الزهايمر في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، والذي بذلت الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر من خلال فريق عملها جهوداً مميزة في إعداد مادته وتصوير لقطاته المؤثرة، وذلك بهدف زيادة نسبة الوعي بهذا المرض بين مختلف الفئات، وما هي معاناة مقدمي الرعاية للمصابين به! فالكثير يجهل حقائق كثيرة عن هذا المرض لضعف الاهتمام والخدمات المقدمة لفئة الزهايمر! حيث قد لا يسعى الكثير من أفراد الأسر للاهتمام بكبار السن لديهم ذلك الاهتمام الذي يخفف عنهم وطأة هذا المرض الذي يحتاج للدعم النفسي والعاطفي من المقربين بالدرجة الأولى حتى تأتي الجهود بثمارها! خاصة أن هذا المرض يصيب المخ ويؤدي إلى ضمور الخلايا العصبية وفقدانها لوظائفها بشكل تدريجي وبطيء! ويؤدي ذلك إلى تدهور وظيفة الذاكرة في البداية، ثم يلي ذلك باقي الوظائف العقلية مما يؤدي إلى صعوبات في الإدراك والسلوك والحكم على الأمور، وإلى الوقت الحالي لا يوجد دواء لهذا المرض مثبت علمياً، بل توجد أدوية تساعد على تخفيف الأعراض ولكنها لا تغير مسار المرض! فالجمعية التي تأسست 1430هـ خدماتها تخصصية ومتميزة في هذا المجال، ولها إنجازات تفاجأت شخصياً بمستواها العالي من حيث التوجه والحس الإنساني والخدمي، ورسالتها الاجتماعية عظيمة لارتكازها على توجيه هام في ديننا الإسلامي ألا وهو «الاهتمام بكبار السن» فالحديث النبوي «ليس منا من لا يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا» يحمل أعظم توجيه، ومن أبسط حقوق كبير السن هو احترامه وتحقيق الجو الآمن له داخل أسرته، ولكن قد تفتقد كثير من الأسر الوعي والقدرة على احتواء كبار السن المصابين بالزهايمر وما يحتاجون إليه من دعم نفسي واجتماعي وإلمام بمتطلبات المرض واحتياجاته حتى لا تتطور الحالة لما هو أسوأ! ولا نغفل مسئوليات فريق الدعم في الجمعية عظيمة تجاه توعية الأسر والمجتمع أيضاً تحسباً لأي حالات طارئة تحتاج للتدخل الداعم لحمايتهم من نتائج هذا المرض الذي قد تتجاوز مشاكله بخصوصيات المريض في النوم والأكل والنظافة الشخصية وضعف قدرته على ارتداء ملابسه، لتتطور إلى جوانب سلوكية من حيث فقده لأشيائه واتهام الآخرين بسرقتها! وما يصدر منه من سلوكيات غير مقبولة اجتماعياً أو جنسية في ظاهرها، لكنها تدل على أن المرض قد أثّر على مناطق الدماغ المسؤولة عن السلوك الاجتماعكمثل التجرد من الملابس علناً والعبث بالأعضاء التناسلية «هذه الجزئية الخطيرة والحساسة» تحتاج من المحيطين بالمريض تدخلاً واعياً قائماً على تفهم المرض وسلوكياته، وما ينتج عنها من تصرفات تحتاج للاحتواء والقبول والوعي حتى لا تتطور لما هو أسوأ وتكون رسالته المقدمة لوالديه «المصابين بالزهايمر» قاصرة بحق برّهم!.