رمضان جريدي العنزي
قتل الناس بالأسواق والشوارع والمتنزهات من قبل المنظمات والمجاميع الإرهابية صار حلالاً بلالاً، الانتحار بالأحزمة الناسفة في المساجد والتعدي على المرافق العامة صار جهاداً، ذبح الناس غيلة وغدراً لا شيء فيه، حرق الناس وهم أحياء بطولة لا تدانيها بطولة، طمرهم بالمياه وهم مكبلون عمل شرعي جليل، تكفير الأفراد والمجتمعات والحكومات أصبح أمراً عادياً، جرائم القتل الجماعي صارت عندهم مهمة مقدسة، حصد الأرواح من كل الأجناس في قائمة جدولهم الأرهابي، تنفيذ التفجيرات بالباعة والمتسوقين والمتجولين تسجيلاً لانتصارات وهمية، الإنسان وحده هو الهدف والغاية، وهو الضحية، يملكون غرائب في التحليل والتحريم غاية بالدهشة، الحلال عندهم صار حراماً، والحرام صار حلالاً، هؤلاء يمرون بحالة هيستيرية مغايرة، وانفصام شخصية غير مسبوقة، وانفصال العقيدة في السلوك والتطبيق، المعايير الأخلاقية عندهم غائبة، الغش والتدليس والنفاق شاع عندهم بصور فجة، اختزلوا الدين العظيم بممارسات وصولية، وإجراءات سطحية مفتعلة، وجوههم زئبقية، وأعمالهم قاصرة، يشترون ويبيعون بالدين والدين منهم براء، اتخذوا من الدين مطية، لإشعال فتيل الصراعات السياسية والمذهبية، وإحياء الفتن الطائفية، لبسوا أردية الإيمان المزيف، وهم أبعد ما يكونون عن الدين وإتباع تعاليمة، يجيدون التزييف والتمظهر ولعب الأدوار المختلفة، استغلوا الدين الحنيف استغلالاً بشعاً في الترويج لأعمالهم المنافية له، تاجروا بالدين العظيم متاجرة مخالفة وغير صائبة، في سبيل تحقيق مطامعهم المختلفة، وأهوائهم البغيضة، هؤلاء لا يعرفون حقوقهم ولا حقوق غيرهم، انتهازيون يتحينون الفرص للوصول لأنشطتهم الشيطانية، ومآربهم السيئة، يجيدون الأعمال التخريبية في بث الفرقة، وتأجيج النعرات، واختلاق الخلافات، وصناعة الأخبار الملفقة والقصص المفربكة، هدفهم زعزعة الأمن والاستقرار، وإشغال الرأي العام بالأمور الكاذبة، يركزون على افتعال الأزمات، مركبات النقص عندهم، دفعتهم لتقمص أدوار أكبر من أحجامهم، قرود بشرية باعوا ضمائرهم، وخسروا دينهم، وتخلوا عن إنسانيتهم، فبرعوا بصناعة الموت، والترويج له، واستعانوا بكل قوى الرعب والشر، في السر والعلن، لتخويف الناس وسفك دمائهم، هؤلاء كلهم من جنس الشيطان وشاكلته، رضعوا الدم، وامتهنوا الإجرام، وولغوا في صحن الجريمة، فئات باغية تدربت على أيدي فئات باغية، بوصلة العقل عندهم انرفت، وضاع اتجاهها، يريدون الحياة فوضى وتعقيداً، بلا سواحل، ولا أشجار، ولا تنمية، ولا اقتصاد، خطاباتهم متشنجة، وفلسفاتهم عقيمة، وكلماتهم مقتبسة من قاموس الذل والخنوع، أعذارهم أقبح من أفعالهم، وأفعالهم عكس أقوالهم، هؤلاء مجرد ثعالب، يحاولون الدخول إلى أوكار الذئاب، لكنهم إن ركضوا أو مشوا أو حبوا أو صاحوا أو خططوا أو تناخوا، لا يعدون كونهم مجرد كومبارس في سيرك بهلواني رمادي بائس وعتيم.