موضي الزهراني
للبيئة التعليمية دور كبير في تشكيل شخصية الطلاب، وتحديد مسار مستقبلهم العلمي والوظيفي، ولا ننكر بأن هناك أساتذة كان لهم دور كبير في نجاح كثير من الشخصيات القيادية في الوطن، وفي نفس الوقت هناك من كان لهم دور سلبي في انتكاسة مسارات حياتهم المستقبلية سواء من حيث الدافعية المهنية أو من حيث الطموح العلمي! فالجيل القديم واجه وتحمّل أساليب متذبذبة ومتسلطة من شخصيات أكاديمية من جنسيات مختلفة، وقد يتنازل حينها عن حقوق كثيرة له كطالب جامعي، وذلك من أجل الخلاص من تسلط الأستاذ لو طالب بردِّ اعتباره، أو ناقش في تدني درجة اختباره «لثقته بأنه لا حقوق للطالب الذي يشكو من تسلط الأستاذ»! لكن مع اختلاف الأجيال وتطور قنوات التواصل الاجتماعي والاتصال التكنولوجي، وتطور البيئة التعليمية، اختلف كذلك تكوين الشخصية العلمية ومسارها المستقبلي، وهذا التغير مع تطور مستوى الخدمات الحقوقية في بلادنا، فأصبح الجيل الجديد جيلاً مطالباً بحقوقه، ومنها توفير البيئة التعليمية الآمنة المُحفزة للتعلُّم، وليست البيئة المُحبطة لقدراته وتطلعاته! ولكن للأسف الشديد عندما تصطدم مخرجات البيئة التعليمية القديمة «والتي نشأت على التسلط والاستهتار واللا مبالاة وعدم احترام المواهب والفكر المبدع» مع النماذج الجديدة لطلاب الجامعات في وقتنا الحاضر الذين نتطلع منهم شخصيات معطاءة وفاعلة وتتوافق في تطلعاتها مع الرؤية 2030م، فإن المخرجات لا تُبشر بالخير، ولن تتفق مع الرؤية التي تقوم على تحقيق مجتمع آمن وحيوي، وبناء شخصية الشباب بما يساهم في بناء المجتمع! لأن ما يعاني منه كثيرٌ من الطلاب والطالبات في قاعات الجامعات من أساليب تعامل لا ترتقي لمستوى الكرامة والتقدير وتحقيق الجو النفسي الدافع للتعلُّم والإنجاز، يحتاج إلى إعادة هيكلة لنوعية الكادر التعليمي الجامعي! فالمواقف التي بلغتني مؤسفة من بعض الطلاب في جامعتي «محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة الملك سعود كذلك للأسف» فالطلاب في السنة التحضيرية يحتاجون لأساتذة لا تقل درجتهم العلمية عن «الدكتوراه» ولديهم مهارات شخصية، ويتسمون بالثبات الانفعالي والنضج وقادرين على احتواء شخصيات الطلاب المتذبذبة حينها في هذه الفترة، وردود أفعالهم في هذه المرحلة خصوصاً أنهم مخرجات لمستويات مختلفة من «المدارس الثانوية غير المتساوية في الفرص التعليمية لاختلافها ما بين الحكومية والأهلية»! لأن تخصيص كثيرن المعيدين ذوي الخبرة الحديثة لتدريس طلاب السنة التحضيرية تجربة فاشلة وأثرها النفسي والعلمي السيئ على الطلاب، لما تنتجه من مواقف سيئة خلال هذه السنة الحساسة والتي تعتبر قاعدة لانطلاق مساراتهم المستقبلية, لذا من الضروري أن تهتم وزارة التعليم في معالجة ذلك حتى لا تنتج للوطن قنابل موقوتة! .