موضي الزهراني
على طريق أبوبكر المتقاطع مع طريق الملك عبدالله في منطقة الرياض «وهما من الطرق الرئيسية والواسعة» رأيت موقفاً قد يتسبب في كارثة مرورية لولا العناية الآلهية، حيث قام سائق من شرق آسيا بإرجاع سيارته للخلف وبسرعة عالية لتداركه بأنه في المسار الخطأ، حتى توقف عند المنحى الذي تجاوزه سابقاً ليتجه مسرعاً للشارع الذي يريده! هذا التصرف الخطير من سائق متهور ومستهتر بحياته وبمركبة كفيله الغالية، والمستهترأيضاً بأرواح سائقي المركبات الأخرى التي ستقابله من الجهة المعاكس لها قد يتسبب في حوادث مأساوية حينها ! فهذا السلوك المتهور لم يحدث من فراغ، بل لأسباب ساعدت على ارتكابه هذا التصرف بكل استهتار بمن حوله وهو على مفترق طريقين رئيسيين في المنطقة، ومن الأسباب التي أستوعب أهميتها حالياً لعدم خبرتي المرورية الشاملة، لكن من إدراكي لمصادر الخطر وكيف يتم الحد منه، أرى أنها ترتبط بالآتي:-
1 - لا توجد كاميرات مراقبة مكثفة على مفترق الطرق الرئيسية من جميع الجهات.
2 - يتم السماح للسائقين الجدد القادمين من بلادهم قيادة السيارات بحجة التدريب وهذا خطأ فادح بحق مصير من حولهم وخطر على أمان الطرق العامة، والمفروض لايُسمح لهم بالقيادة إلا بعد تدريب دقيق لشهور.
3 - يتضمن نظام المرور الجديد 58 مادة منها مادة المخالفات 4 فئات من الغرامات المالية والحجز للمركبات وتحويل قائد المركبة للمحكمة المختصة في حال تكرار المخالفات، لكن لم يوضح آلية رصد تلك المخالفات بشكل يومي ودقيق، لأن مانراه من مشاهدات يومية وخطيرة في الطرق الرئيسية داخل المدن لا يُبشر بقوة هذا النظام الثري بمواده النظامية!
4 - مازال الوعي بنظام المرور الجديد ضعيفاً، لأنني على ثقة تامة بأن هؤلاء السائقين القادمين من بلادهم البسيطة في إمكاناتها المرورية لاعلم لهم بذلك النظام وعقوباته!
5 - كذلك هناك نماذجاً من السعوديين للأسف ساهمت في انتشار هذا الاستهتار بالنظام المروري والتقيد بقواعد السلامة أثناء القيادة مما دفع بكثير من السائقين الأجانب لتقليدهم بسهولة بسبب عدم جدية المراقبة وقوة العقوبات!
6 - انتشاراستخدام الجوال بين الشباب بكل بساطة خلال القيادة، والتسبب في حوادث قاتلة بسبب الانشغال بالمحادثات ورسائل الواتس بالذات (فأين تطبيق مادة استخدام الجوال أثناء القيادة) والحدَ من هذا الاستهتار الذي يشاهده السائقون أمام مرأى منهم بشكل يومي!
إذن الشروع في الأخطاء المرورية بكل سهولة وتسببها في حوادث مرورية قاتلة، أسبابها واضحة وتحتاج لرصد الكتروني متطورمن جميع الجهات، مما يساهم في حصر مثل هذه النماذج المتهورة وتطبيق مواد النظام عليها عاجلاً بدون تردد، وإلا فإن ضحايا الحوادث المرورية في ازدياد!.