د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي
**متبتلةٌ في قاعات الدرس؛ لا يعنيها الإعلامُ ،واثقةً أنها من الأَعلام ،لا تعرف العلاقات وربما لا تعترف بها، وإن لم ينصفها زمنُها فللتأريخ ذاكرة لا تَنسى.
** الكلمات لديها معدودة فلا وقت تضيعه، والنواتج عندها أهم من المقدمات ، وحين تحكي تدرك كم وفرت أحاديثُها المحدودة من آفاق ممدودة يزينها العلمُ والرصانةُ والوعيُ والهدوء؛فلا تجادلُ دون معرفة ولا تتداخل لإثبات الحضور.
**صلبة في مواقفها حتى يظن النائي عنها أنها معتدة بذاتها لا ترى أحدًا يُطاول قامتها ، وحين يقترب من ساحتها يدرك الكمَّ الكبير من الإيثار والبذل والطيبة ، ولا يُهمها تسويق نفسها لمن يقرأُون عن بعد ومن يكتفون بما تُفرزه وسائطُ الهذر والهدر التي ملأت الفراغ بألف فراغ ، ومعظمها متمحورٌ حول زبدٍ لا ينفع الناس ولا يمكث في الأرض.
** شهد معها صاحبكم محاضرةً خارج الوطن ضمن برنامج ثقافي؛ فكانت للدكتورة سعاد المانع مشاركة ثريةٌ في الحوار؛ إذ لم ترتض الصمت أمام الأخطاء المنهجية والمعرفية ، مثلما أتاحت للمحاضر سُبلَ الاحتفاظ بكرامة المتعلم فتجنبت استعراض الأنا ولم تقلل من الآخر، وحمد لها الحاضرون أدبَها الجمَّ وثقافتها المضيفة.
** اقترحت الثقافية ملفًا حولها وأعلنت عنه وما نزال نأمل في أن نفيَها بعض حقِّها وأن تنصف نفسَها من نفسها بعطاء أكبرَ يستحقه تلاميذُها وعارفو فضلها.
** نعي أن البناء الإنساني عمل جمعي غير أن دور الفرد «المتميز» فيه مفصليٌ؛ فهو من يعبر عن الساكنين في الظل، وحين يروق له السكون ويؤثر الفرجة ؛ فإن السؤال: من سيقود الوعيَ ؟ وكيف ننتصر على العِيّ؟
ــــــــــــ
**تواري القادرين فقد.