محمد المنيف
ما يعيشه مواطنو دول مجلس التعاون من التفاف وتلاحم لا يتوقف عند حدود المهام الاقتصادية والصناعية والعسكرية ولا عند التمازج الروحي المتمثل في العلاقات الأسرية بين أفراد المجتمعات الستة، بل امتد إلى كل الأنشطة الإنسانية ومنها الإبداعات الثقافية لأبناء دول المجلس من بينها الفنون التشكيلية بتقارب كبير في مصادر الإلهام من عادات وتقاليد وبيئة انطبعت على أعمال التشكيليين الرواد في منطقة الخليج، فأصبحت هويتهم وخصوصيتهم واحدة وأساليبهم متفقة على الخروج بواقع الخليج إلى أعين الآخرين من خلال لوحات طافت كل مناطق العالم، إما بأنشطة لفناني كل دولة من دول الخليج على حدة أو بمعارض جمعت أسماء مؤثرة ونشطة شكلوا بها مزيجا اختلفت فيه الأسماء والتقت المشاعر والأهداف الإبداعية، فأصبح الزائر لأي معرض يجمع فناني الخليج لا يستطيع التمييز بين اللوحات او تحديد مكان ولادتها أو الى أي دولة تنتمي، ومن ذلك ما قام به مجموعة (أصدقاء الفن التشكيلي الخليجي التي انطلقت من أبو ظبي عام 1985م) ضمن مجموعة منتقاة التي كانت بمثابة خطوة مشرفة تجاه تأسيس اتحاد يجمع جمعيات الخليج التشكيلية الست، بدءاً بجمعية الكويت التي تأسست عام 1967م وتعد الأقدم يليها جمعية الإمارات وجمعية قطر عام1980م ثم جمعية جمعية البحرين عام 1983م فجمعية عمان عام 1993م وأخيراً الجمعية السعودية عام 2007م، وقد كان خلف فكرة الاتحاد الفنان التشكيلي الكويتي عبد رب الرسول سلمان رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية الذي ترأس الاتحاد فترة لا بأس بها قدم خلالها فعاليات جمعت فنانين من مختلف دول المجلس إضافة إلى عقد اجتماعات لرؤساء الجمعيات كان لي شرف المشاركة فيها مع ما سبقني به الزميل عبد الرحمن السليمان حينما كان رئيساً للجمعية السعودية واحد مؤسسي الاتحاد، انتقلت الرئاسة للزميل الفنان الخلوق يوسف السادة رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية بعد انتهاء فترة رئاسة الفنان عبد رب الرسول وبإجماع رؤساء الجمعيات الخليجية بالتصويت، حيث يقوم الفنان السادة حالياً بإعداد الخطة لموسم حافل بالتواصل بين فنانني الخليج، والذي نتوقع أن يجمع فيها جهود الجمعيات ويحدث نقلة نحو تبادل التجارب وتعرف أعضاء كل جمعية على نشاط شقيقاتها في الخليج، والاستفادة من تجارب كل دولة في جانب تصنيف الساحة وكيفية وضع منهج يخدم كل الأجيال بدء بالمواهب ثم الشباب وصولاً إلى الحفاظعلى ما أبقاه الرواد من إرث وتاريخ يستحق التكريم والتوثيق على مستوى الخليج.
كما يمكن الاستفادة من تجارب الفنانين في جمعيات دول المجلس العلمية والفكرية في ما يخص الفنون التشكيلية من خلال الندوات والمحاضرات وإقامة الملتقيات الموسعة التي تجمع الأجيال تقام بشكل دوري في كل جمعية حسب ما يقره مجلس إدارة اتحاد الجمعيات التشكيلية.