المتابع لجهود وزارة التجارة مشكورة لا يملك إلا أن يقول: شكراً من القلب، بل ويرفع (العقال) تقديراً لهم.. فمن ضمن تعليماتهم إلزام جميع المحلات التجارية بأنواعها المختلفة بالشفافية المطلقة وتوضيح السعر للسلعة أمام العميل، وألزموا كذلك منافذ بيع السيارات سواءً الشركات أو المعارض (لجميع السيارات جديدة أو قديمة) بوضع السعر للبيع على كل سيارة معروضة في (مكان صالة الشركة أو مكان معرض السيارات) جديدة كانت أو قديمة ومن يزرهم شخصياً يجد أنهم ملتزمون بها بنسبة كبيرة.
وحيث إننا في المملكة ولله الحمد أصبحنا في المركز الأول في العالم في التقنية وأصبح اعتمادنا على البيع والشراء إلكترونياً فقد ظهرت مئات لمواقع عرض الكترونية لنفس الشركات والحراجات والمعارض وتجدهم يضعون في الموقع الالكتروني (السيارة ونوعها وموديلها وموقعها وجميع مواصفاتها وتفاصيلها الإيجابية فقط) والبعض يقول (صدمة خفيفة في كذا وكذا) ولكنهم لا يضعون السعر أمام العميل ويكتفون بوضع قوائم جوالات وأسماء العاملين (جهاد، محمود، سعود، الطيب، عبده، مرسي، مجاهد، محمد، عبدالمعطي، أرشد وغيرها من أسماء الكثير من الاخوة العرب وخاصة في شرق بلدنا وجنوبه وشماله وقِلة يكونون سعوديين) وعندما تتصل وتسأله عن السعر فيبادرك فوراً وبدون تردد (السعر كذا) وعندما تسأله: لماذا لم توضحونه في عرض السيارة فستأتيك إجابات جميلة ومرحة (علشان نسمع صوتك يا باشا، ويا بيه، ويا طويل العمر، وهكذا من العبارات الإنسانية الجميلة) وعندما يشعر أن السعر غالٍ عليك فيبدأ يفاوضك، وإذا شعر انك تتحدث معه من نفس المدينة فيعرض عليك أن تزورهم وتشاهد السيارة على الطبيعة (وهذا امر طبيعي ولا أخالفه) لكن السؤال الأهم (لماذا يعطي هذا المندوب السعر هاتفياً من أول اتصال؟ ولماذا لم يلتزم صاحب المعرض أو المُعلن من إعطاء العميل له من خلال الإعلان الموقع الالكتروني طالما أن السعر لدى المندوب؟).
من جانب آخر، تجد بعض مواقع الحراجات الالكترونية لا تقتصر في العرض على السيارات وانما على جميع السلع: غرف نوم، أقلام، سياكل، ملابس وغيرها، ونفس الحال يعرضون السلعة وجمالياتها وصفاتها الإيجابية وعمرها، ولكن لا يعرضون السعر ليتركوه للتفاوض والضحك على العميل بعيداً عن المنافسة والشفافية.
إضاءة:
أعيد طرح السؤال الأهم: لماذا يعطي المندوب السعر للعميل من أول اتصال؟ ولماذا تجاهل التاجر صاحب الموقع أو الحراج أو المعرض كتابته بجوار السيارة عند الإعلان عنها؟، فهل ذلك وسيلة لصيد العميل أم عدم اعتراف بتعليمات وزارة التجارة (التي تنص على عرض السلعة مع سعرها)؟ لا أعلم.
الخاتمة:
أتمنى عاجلاً غير آجل، أن أقرأ وأسمع قرار إلزامي على كل من يعرض سيارة أو سلعة (أياً كانت) في موقعها الإلكتروني بالمملكة أن يضع السعر كما هو الحال في مكان عرضها الحقيقي في صالة المبيعات أو المعرض لتكون الشفافية قولاً وفعلاً وتنفيذاً.