لمليك العيدِ عِيْدُ البيْدِ تحْدو
ورُبى لبنان في الأَسحارِ تشدو
شَهَرَتْ يمناه قرآن النُّهى
سَيْفَ حَقّ ٍ، قُلْ هو السَّيْفُ الأَحَدُّ
هو للمؤمنِ نورٌ وهدىً
وعلى المارقِ إِعصارٌ ورَعْدُ
فاضَتِ النَّعماءُ من إِحسانِهِ
سُبُلاً في الناس بيضاً لا تُعَدُّ
هي فَضْلُ الله في الأَرضِ، وما
هي مُلكٌ، بل عطاءٌ مُسْتَرَدُّ
والمليكُ الفَذُّ نورٌ ساطعٌ
في سماء الله، لا عَتْمٌ وَصَدُّ
وَرِثَ العَرْشَ وديعاً خاشعاً
في حِمى الرَّحمنِ رأسُ القومِ عَبْدُ
خادماً للحرم الأَسمى سَمَا
يَعْرُبيَّا بينه والقدس عهدُ
ها هنا الفيصلُ مذبوحاً هَوى
وقضاءُ الله فينا لا يُرَدُّ
وفلسَطينُ دموعٌ ودمٌ
حَرَمٌ دنَّسَه الخَصْمُ الألدُّ
قال: «لن نركعَ». فارتّجَّت دُنىً
وكلامُ الحُرِّ أَيْمانٌ ووَعْدُ
يا مليكَ القلب كم صُنْتَ أَخاً
وأجَرْتَ الجارَ، والأَنْجادُ نُجْدُ
وبكَتْ لبنانَ عيناكَ وما
رَفَّ جَفْنٌ أو أَضَاْم العَيْنَ سُهْدُ
كنت سيفاً، سنداً، درعاً لنا
وأخاً بَرّاً وعَوْناً لا يُحَدُّ
بارئاً ما نكأَتْ أَيدي العِدا
وشديداً كلما جاروا وشدُّوا
مارداً تَعْبُرُ في ساحاتنا
وعلى الأَسوارِ حُرّاسٌ وجُنْدُ
وطبيباً كنتَ في أَوصابنا
وملاذاً والدُّنى قَفْرٌ وحِقْدُ
كنتَ للأَيتام حُضْناً وأَباً
وأَماناً والدُّجى قَصْفٌ ورَعْدُ
أيها القاعدُ من هِمّتِهِ
فاتَ مَنْ سارَ وأمضى العمرَ يَعْدو
أَزْهَرَت أنمُلُكَ البيضُ بنا
مكرماتٍ والدُّنى دَيْنٌ وَرَدُّ
لك من لبنان أَغمارُ الشَّذى
أمنياتٍ، دمتَ والأيامُ سَعْدُ
أمَّةَ العُرْبِ اثبُتي صابرةً
لَنْ تُنالي وعلى الأَبوابِ «فَهْدُ»!!