|
الجبيل وينبع.. مدينتا الفهد
كامل سليم بن صالح بن صالح
وكيل رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع
|
يحدثنا التاريخ عن عظماء كثيرين جاد بهم هذا الزمان، واضاءت كلماتهم وافعالهم الطريق للعالم. وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، أحد أهم وأنبل وأرقى هؤلاء العظماء كيف لا وهو الذي قرن أقواله بأفعال وجمع المجد من جميع أطرافه ونفع بأعماله الجليلة وأقواله الخالدة الأجيال الحاضرة وستنعم الأجيال القادمة ان شاء الله بمآثره ومناقبه. لقد حمل خادم الحرمين الشريفين حفظه الله على عاتقه القيام بنهضة حديثة شاملة في دولته النامية فارتقى بشعبه الوفي الى قمة التحضر والتمدن، ونقل بلاده ذات المورد الاقتصادي الأوحد إلى دولة متنوعة الموارد والمدخولات استطاعت رغم قلة عدد سكانها وعدم وجود الخبرة العلمية والصعوبات الجمة التي تواجه الدول الناشئة استطاعت ان تتخطى كل ذلك لتصل إلى مصاف الدول المتقدمة.
والحديث عن انجازاته رعاه الله ودوره القيادي والريادي على مدى عشرين عاماً اعتلى فيها عرش هذه البلد الغالي لا يسعنا في هذه الاسطر القليلة فأعماله العظيمة كثيرة ولها عميق الأثر على الوطن والمواطن.
ونحن في الهيئة الملكية للجبيل وينبع لمسنا وعن قرب السمات والصفات الكثيرة التي تميز الشخصية الفريدة للفهد القائد وذلك منذ أن تشرفت الهيئة الملكية برئاسته رعاه الله لها في مطلع الربع الأخير من القرن الميلادي الماضي. فالذكاء والحنكة وقوة الارادة وحب العمل وتحمل المسؤوليات صفات ميزت شخصيته الفذة النادرة، والهيئة الملكية عند قيامها ما كان لها أن تقف على قدميها لو لم يكن الملك فهد رئيساً لمجلس ادارتها وهو حفظه الله ما كان ليتركها إلا بعد أن اطمأن على قدرتها على مواصلة العمل والسير على نهجه الاداري الكريم. وما الانجازات التي حققتها الهيئة الملكية للجبيل وينبع في عهده الميمون إلا شاهداً على الرعاية والمتابعة الشخصية والدعم المادي والمعنوي غير المحدود من لدنه حفظه الله لهذا الصرح الوطني العملاق. فمنتجات تكرير البترول والمواد البتروكيماوية ومنتجات الصلب والحديد اصبحت الآن تشكل ما نسبته 7% تقريباً من الانتاج العالمي لهذه المواد التي وصل عدد مرافقها الصناعية في المدينتين إلى (25) مرفقاً، فيما وصل عدد المرافق الصناعية في المدينتين ككل إلى (200) مرفق. وبلغت العائدات التي تحققها المدينتين من الصادرات بالاضافة إلى العائدات المحلية ما يقرب من (200) مليار ريال سعودي سنوياً، كما أسهمت المدينتين في توفير عشرات الآلاف من فرص العمل للشباب السعودي الطموح، واوجدت كوادر وطنية فنية وادارية متخصصة قادرة على تشغيل المرافق الصناعية للدولة وصيانتها، وقد بلغ تعداد السكان في المدينتين نحو (000،125) ألف نسمه يشكل السعوديون منهم نحو (000،95) ألف نسمه.
في النهاية لا يسعنا إلا أن نبتهل بالدعاء الخالص للمولى جلت قدرته.. أن يحفظ لنا قائد مسيرتنا ورائد نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وعضده الأيمن سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز.. وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهم الله جميعاً الذين لا يألون جهداً للعمل لكل ما فيه مصلحة الوطن والمواطنين لينعموا بعيش رغيد وأمن وأمان تحت دستور شريعة الاسلام المطهرة ليتحقق على أيديهم ما يصبو إليه ابناء هذا الوطن الكريم من العزة والسؤدد.
فلله الحمد على ذلك أولاً وأخيراً.
|
|
|