إنجازات تحققت
د. سعد بن عبدالله البراك
وكيل جامعة الملك فيصل للدراسات العليا والبحث العلمي.

إن الانجازات التي تحققت خلال العشرين عاماً الماضية من العهد الزاهر الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه هي إنجازات حضارية عظيمة ومتكاملة بكل ماتعنيه الكلمات.
لقد كانت السياسة الحكيمة والمتابعة المستمرة المباشرة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز هي أهم الدعائم والمرتكزات التي دفعت بالنهضة الحديثة التي شملت كافة المجالات التنموية المتعددة، والتي برزت على هيئة مشاريع تنموية عملاقة شهدتها كافة القطاعات المختلفة كقطاع التعليم والتدريب والتأهيل لبناء الإنسان السعودي، وقطاع الصحة، والزراعة، والصناعة، وشملت أيضاً الخدمات الأساسية كالنقل، والمواصلات، والاتصالات، والحج، والعمرة، وخدمة ضيوف الرحمن إضافة إلى توسعة الحرمين الشريفين، ولاسيما المسجد النبوي الشريف والتي لم يكن لها نظير فيما سبق. وكذلك خدمة الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من حيث بناء المساجد والمراكز الإسلامية، وخدمات الإغاثة وغيرها من الإنجازات التي يصعب حصرها.
وأعتقد انه من الصعوبة بمكان ان توثق الملامح العريضة لإنجازات هذا الملك العظيم في قطاع واحد من هذه القطاعات فكيف بتفاصيلها، كما أعتقد ان الحديث عن هذه الإنجازات يشعر المواطن بالسعادة والثقة والاطمئنان بمستقبل مشرق ونهضة تسير سيراً حثيثاً نحو الأفضل بإذن الله.
فلو أردنا ان نتحدث عن الإنجازات التي تحققت في قطاع التعليم على سبيل المثال وبحكم قربي من مجال التعليم. فهل نتحدث عن التعليم العالي أم العام أم التعليم الفني المهني أم الرئاسة العامة لتعليم البنات أو الجامعات الثماني والتي تضم أكثر من سبعين كلية أم عن آلاف المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية والمعاهد والمراكز على اختلاف مسمياتها للبنين والبنات، والتي تم إنشاؤها وتجهيزها وتزويدها بالكوادر المؤهلة؟
وعند الإشارة إلى جزئية من الإنجازات التي تحققت على مستوى تطور برامج الدراسات العليا بالجامعات السعودية أي البرامج التي تتيح للطلاب الحصول على درجات الزمالة في الطب أو الماجستير أو الدكتوراه أو الدبلومات لما فوق درجة البكالوريوس في مختلف التخصصات، فإننا نجد أنه من خلال تجربة جامعة الملك فيصل خلال العشرين عاما الماضية، فقد ازداد بفضل الله عدد برامج الدراسات العليا من ثلاثة برامج في عام 1402ه إلى أربعة وأربعين برنامجا في العام الدراسي 1422ه كما ازدادت اعداد الطلاب المقبولين في تلك البرامج من 39 طالبا وطالبة في عام 1402ه إلى 142 طالباً وطالبة في عام 1422ه أي بزيادة نسبية قدرها 364% خلال العشرين عاما الماضية بينما بلغ إجمالي عدد الطلاب الخريجين 426 طالباً وطالبة.
أما على صعيد بحوث طلاب الدراسات العليا، فقد تم إنجاز العديد منها، والتي تبلورت في إعداد مايزيد عن 260 رسالة علمية.
ان هذه الإنجازات تعكس لنا حرص هذا القائد العظيم منذ ان تولى وزارة المعارف عام 1373ه على رسم سياسة تعليمية بعيدة المدى فهو القائل بانه يجب ان يدخل العلم كل بيت في هذه البلاد، وان يستضيء المواطنون في حقولهم وأماكن عملهم بنور المعرفة.