الثقافية - محمد عطيف:
الناقد الدكتور أيمن بكر غادر(جازان) من بوابة الخميسية مثلما كانت أول محطة له. خميسية الأستاذ عبدالرحمن الموكلي كرمته واحتفت به في آخر حضور له في السعودية بعد نهاية عمله في جامعة جازان وسط حضور نخبوي لأسماء كبيرة تقدمها حسن الحازمي، وأحمد الحربي، ومحمد حبيبي، ومحمد زايد الألمعي، وعلي الرباعي، وغرم الله الصقاعي، وإبراهيم طالع، وأحمد التيهاني، وعبدالرحمن سابي، وعلي امغاوي، ومحمود تراوري إبراهيم النعمي، والدكتور فيصل طميحي، ونخبة وصفوة من الشعراء والقاصين والنقاد والمبدعين. المحتفى به قرأ عليهم ورقته النقدية الأخيرة في السعودية عن (خطاب ما بعد الحداثة المراوغة والخلط / الشكية والتراكب) وهو من بداية لترجمته لكتاب (النظرية الثقافية) حيث تعرض لو صف خطاب ما بعد الحداثة بأنه خطاب فلسفي (مراوغ)، وقال (ما يشيع في كتابات منتقدي ما بعد الحداثة من اتهامات تدورحول عنوانين كبيرين: المراوغة والخلط. فالمراوغة تفتح الباب أمام التخليط الفلسفي الذي غالبا ما يسم خطاب الوعي المراوغ الهارب، المراوغة تؤدي إلى التهرب من اتخاذ موقف، والخلط والجمع بين المتناقضات. الوصف السابق هو محاولة لتمثل العقلية العربية في قراءتها لخطاب ما بعد الحداثة).. ومؤكداً على أن المصطلح أساسه توصيف لحقبة حضارية غربية وليس وصفا لمدرسة أدبية، وأن عالم ما بعد الحربين: انعدام اليقين والبحث عن منطق مغاير لتصور العالم. وأن الدراسات الثقافية بوصفها من تجليات وعي ما بعد الحداثة، وصولاً إلى أن الدراسات الثقافية هو مجال أكاديمي يجمع بين الاقتصاد السياسي والاتصال وعلم الاجتماع والنظرية الاجتماعية والنظرية الأدبية ونظرية الإعلام ودراسات الفيديو/ فيلم، والأنثروبولوجيا الثقافية، والفلسفة، والدراسات المتحفية، وتاريخ الفن والنقد الفني، وذلك بهدف دراسة الظواهر الثقافية في المجتمعات المختلفة. ويركز باحثو الدراسات الثقافية عادة على كيفية ارتباط ظاهرة معينة بأمور الأيديولوجيا والجنسية والعرق والطبقة والنوع الجنسي (أو أحد هذه الأمور).
وتعرض الدكتور أيمن لبعض الأخطاء التي يقع فيها كبار النقاد بدون عمد وبقصد أحياناً ومن ذلك خلط الدكتور الغذامي بين بعض المفاهيم واستدلالاته بـ(السرود) في غير محلها. الورقة الثرية استفزت الكثير من المداخلات القوية وتفاعل معها الجميع.. وبرزت منها أكثر: مداخلات الألمعي والحبيبي والنعمي، فيما قال (تراوري) إن الغذامي من الذين يريدون أن يكونوا فقط من (أصحاب الأولة) وهو لم يأت بجديد .
