كشف الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عن مشروع متحف جديد يقام في الرياض تحت اسم (متحف الرياض)، يخصص جانب كبير من جوانب المتحف للفن الحديث، ومعارض الفن الحديث. أعلن ذلك عقب تسليمه جوائز الفائزين في مسابقة السفير التشكيلية الثالثة التي نظمتها وزارة الخارجية السعودية، نشرت ذلك صحيفة الاقتصادية.
والواقع أن خبراً كهذا يبعث سروراً كبيراً في نفس الفنانين التشكيليين السعوديين وهي خطوة مهمة تتلو قيام الجمعية السعودية للفنون التشكيلية
قبل أعوام وعندما كانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب تشرف على المعارض وتنظمها كانت تقتني الأعمال الفنية من معارضها إذا لم يكن المعرض كله خاضعاً للاقتناء، وهي المعارض التي كانت تنظمها منذ السبعينيات، وبالتأكيد أن الأعمال القديمة مرّت بكثير من الظروف المختلفة من تنقل بين معارض داخلية وخارجية وبين تنقل من مكان إلى آخر إلى أن قامت الرئاسة بإنشاء آلية جديدة لتنظيمها ومستودع خاص بها كان قريباً من مقر الرئاسة، إلا أن أماكن أخرى عن طريق المركز في الرياض أو المكاتب في بعض المناطق وهي التي كانت تستضيف أحياناً بعض المناطق خاصة المراسم أو المناطق وحتى المقتنيات كانت لم تزل تحتفظ بالأعمال، ومن خلال معرض طرحت الرئاسة فكرة تجميع أعمال لمتحف تشكيلي كان منتظراً قبل أكثر من عشرة أعوام إلى أن انتقل الشأن التشكيلي إلى وزارة الثقافة والإعلام وأخذت في تشجيع إقامة المعارض الفردية والمشتركة والتواصل في إقامة معارض كمعرض الفن التشكيلي السعودي المعاصر والآن معرض الفنانات التشكيليات السعوديات ولا شك أن كل هذه المعارض يمكن أن تكون محطات للانتقاء والاقتناء لفكرة معرض لكن بالمقابل لم نزل نختار وفق آلية بسيطة تقوم على التشجيع الفني ودعم الفنانين كما تنص أحياناً أهداف بعض المعارض أو صيغ الإعلان عنها وبالتالي ازدادت الأعمال ذات المستويات المحدودة والتي تمنح ربما الجوائز من باب التشجيع وإعطاء الفرص.
الأعمال الفنية التشكيلية السعودية لم تزل في إطار من الاهتمام المحلي المحدود بناء على المجموعات الفنية التي يمتلكها بعض المقتنين وهناك أسماء في بعض المناطق وربما خارج المملكة تمتلك مجموعات فنية سعودية ذات قيمة فنية وأيضاً هناك الكثير من الأعمال الفنية التي تمتلكها وزارة الثفافة والإعلام لفنانين كبار، وأتذكر أن المعرض المصاحب لنهائيات كأس العالم في باريس ضم عملاً للفنان الراحل محمد السليم في العام التالي لرحيله ولا أعلم ما إذا كان العمل للرئاسة أم لورثة الفنان السليم أم لأحد آخر وبالمثل أعمال رضوي فهي لدى ورثته ولاشك آخرين، مع أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب كانت تمتلك لرضوي أعمالاً بينها ما عرضته في أحد معارضها للفن السعودي المعاصر وأظنه السابع وأقيم ضمن جائزة الدولة التقديرية في الأدب، وكان الفائزون بالتوالي فيه السليم ورضوي ومحمد سيام، لا شك أن أمر المتحف الذي تحدث عنه الأمير سلطان بن سلمان له مواصفاته الخاصة وله أيضاً الآلية الخاصة التي تُجمع بها الأعمال الفنية التشكيلية السعودية سواء من الداخل أو من الخارج وله أيضاً ما يتم تهيئته من الآن سواء عن طريق مباشر أو غير مباشر، وهي آلية ربما يعمل بها لكنها أيضاً وهو ما أتمناه أن تكون مباشرة وذات وضوح بالنسبة للفنانين وأن لا يتفاجؤوا ذات يوم بأن أعمالهم تُشترى بأثمان بسيطة ثم تُقدم كأعمال متحفية، فبقدر سرور الفنان السعودي في هذه المرحلة بالذات بذلك بقدر الاهتمام والاعتبار بحصوله على ما يستحقه وما يستوجب وضعه في الاعتبار، لا نشك في قدرة من سيتحملون مشروعاً كهذا في تسجيل تاريخ الحركة التشكيلية السعودية ورصد وتوثيق أسمائها وأعمالهم ونعرف أن هناك من الاسماء من غُيب بشكل أو بآخر ولأي سبب عن التوثيق وأرجو أن لا يتعدى ذلك زمن إنشاء وقيام المتحف أشير إلى أننا نسمع بأسماء لم نر لها أعمالاً وإن وجد فهو قليل جداً مثالها محمد راسم وعبدالرشيد سلطان ومحمد محبت وغيرهم وأرجو من كثير من الفنانين الأوائل أو من ورثتهم أن يحافظوا على نتاجاتهم ليأخذوا مكانتهم بين أعمال المتحف المنتظر.
شكراً لسمو الأمير سلطان بن سلمان على ذلك الخبر وفي انتظار أن يكون واقعاً يضيف للحركة التشكيلية السعودية ويمنح مبدعيها شيئاً من طموحهم وأمنياتهم الكبيرة.
aalsoliman@hotmail.com
الدمام