الثقافية - عطية الخبراني

فقدت الأوساط الأدبية والثقافية مطلع هذا الأسبوع أحد أبرز أسماء المشهد السعودي، حيث رحل الأديب والناقد الكبير عبدالله عبدالجبار عن عمر يناهز الرابعة والتسعين في مكة المكرمة.

والأديب عبدالجبار من الأسماء الطليعية في المشهد الثقافي الحديث في المملكة وعلى وجه الخصوص في الحجاز، حيث أشرف على بعثات الطلاب التعليمية الحجازية في مصر في الأربعينات الميلادية ويعد عبدالجبار أحد أبرز مؤسسي المناهج النقدية الحديثة في الجزيرة العربية، وتعتبر مؤلفيه؛ كتاب «التيارات الأدبية في قلب الجزيرة العربية» والذي طبع عام 1959 م بالقاهرة، وكتاب «قصة الأدب في الحجاز» والذي اشترك في تأليفه مع الدكتور المصري عبد المنعم خفاجي، وطبع بالقاهرة أيضاً عام 1958م، من المراجع التاريخية والموسوعية في الأدب الحجازي والسعودي الحديث.

له من الأعمال في القصة؛ «أمي» و «ساعي البريد»، وفي المسرح؛ «الشياطين الخرس»، كما قدم أعمالاً في الإذاعة أهمها «العم سحتوت»، إضافة إلى عشرات المقالات والبحوث التي نشرها في صحف الحجاز ومصر. كان أمينا عاماً لرابطة الأدب الحديث إبان إقامته في مصر منذ الأربعينات الميلادية.

يقول الأديب فاروق بنجر : فقدنا اليوم واحداً من جيل رواد النهضة التعليمية والأدبية في بلادنا ومؤلف الكتاب الشهير الذي جاء في بكور التأليف في الحركة الأدبية في المملكة وهو كتاب «التيارات الأدبية في قلب الجزيرة العربية» وكتاب قصة الأدب في الحجاز وهذان الكتابان صدرا عام 1958 م وهو صاحب الأبحاث والدراسات الأدبية وهو شيخ الأدباء والنقاد الأدباء السعوديين، توفي بعد أن استكمل هذه الريادة وكان أستاذاً للأجيال من رواد بناة الدولة من الأدباء والعلماء والسفراء والوزراء ورجال التربية والتعليم، عزاؤنا للوطن ولأنفسنا ولأدباء بلادنا في أستاذنا جميعاً عبدالله عبدالجبار.

وختم بنجر حديثه لـ"الجزيرة" ببيتي رثاء في الأديب الراحل يقول فيهما:

أبكيه هانف فجر كان طالعه

شمساً محلقة في الفكر والأدب

أب يكلل بالتحنان آلفه

ويصطفيه - حفي البدر - بالكتب.

-