يضطرني الأمر إلى أن أعود إلى ما بدأت به في المحور الأول، فالأمر لا يختلف بين علمي وأدبي فيما يتعلق بالتنمية البشرية، خاصة أو عامة، فهناك عوامل مشتركة بينهما، فالكل خرج من تحت عباءة التعليم، والمرأة التي خاضت الجوانب العلمية واقتحمت المختبرات، هي المرأة التي اقتحمت معامل اللغة التطبيقية، وحفريات الجغرافيا والآثار، والمشاركة في المؤتمرات والملتقيات، وكتبت القصة والرواية، ونظمت الشعر، وكتبت المسرحية، وكل فنون القول، وكان المصدر الأساسي التعليم، ولم تكن المرأة عاملة في هذا المجال لولا التعليم الذي فتح لها كل أبواب المعرفة بشقيها، العلمي/ والأدبي، مع أن البعض منهن مالت للأدب بجانب التخصص الأساسي في العلوم التطبيقية والبحتة، وأشبعت رغبتها في الشعر والقصة والفنون التشكيلية، والحرف اليدوية فهناك مجموعة من المبدعات في القصة والرواية والشعر، تخصصن في العلوم التطبيقية، كالطب وعلم النفس والعلوم، مثل: الدكتورة أمل شطا الطبيبة الروائية، وقماشة العليان، تخصص كيمياء، وكاتبة رواية مرموقة، ومهرة العصيمي، تخصص فيزياء، وكاتبة رواية وكاتبة مقال صحفي، ووفاء منور، تخصص تربية فنية، وكاتبة قصة قصيرة، من الجيل الأول، وغيرهن كثير ممن شاركن في التنمية الثقافية، كما أثبتت الإحصائيات أن نسبة 44% من الشهادات العليا في جميع التخصصات من النساء، وهناك دراسات أجريت على هذا النوع من التنمية في مجال الدراسات العليا والبحث العلمي في مجال النقد الأدبي، والصحافة، وتقدمت المرأة في مجال كان الرجل هو المسيطر عليه، وصوت المرأة لا يظهر قبل أن أثبتت المرأة جدارتها في ميدان الصحافة الأدبية ثم الخبرية فالاجتماعية، فإدارة التحرير، فامتلاك بعض المجلات الصحفية، ودخلت المرأة المجال النقدي الذي كان الرجل يعده من ممتلكاته الخاصة، وليس للمرأة أن تنقد الأدب والفن، ولا تتعدى حدودها في نقد الموضة والملابس والبحث عن السفر في العطل الصيفية، والثرثرة على الهاتف وفي مجالس النساء، وكان للدكتورة خيرية السقاف قصب السبق في هذا المجال بتوليها مديرة تحرير لجريدة من أكبر دور الصحافة في السعودية أواخر القرن الماضي، وصارت مدرسة للنساء الكاتبات والصحافيات في المملكة.

وللحديث بقية في الحلقة القادمة.

-