الثقافية - خلود العيدان
بدأت الحكاية في مطلع عام 1429هـ حينما طرق مجموعة طلاب باب الدكتور عبدالله العثمان مدير جامعة الملك سعود مطالبين بإنشاء ناد يُعنى بالقراءة، وبخطى المهتم دُشن (نادي القراءة) في 23 صفر من العام نفسه. ومن بذرة إلى ثمرة حيث أضحى للنادي الآن عدة فروع في الكليات العلمية والصحية والإنسانية في الجامعة وموقع إلكتروني http://www. rcksu. com/ وقناة على اليوتيوب http://www.
youtube. com/user/rcksu تعرض تصويراً مرئياً للمحاضرات والندوات التي يعقدها النادي ولضيوفه أمثال المفكر د. خالص جلبي, الدكتور طارق الحبيب، الأستاذ نجيب الزامل، الأستاذ الدكتورعبدالكريم بكار وغيرهم، كما أن لهم أيضاً صفحة على الفيسبوك http://www. facebook. com/rcksu وصل عدد متابعيها 10678 متابعا ويتم تحديثها بشكل دوري بآخر أخبار النادي وأنشطته، بالإضافة إلى حساب في تويتر @rc_ksu للجمع بين روح الكتاب وجنون النبض الإلكتروني.
ويقوم كل فرع بعقد نوعين من اللقاءات أحدها أسبوعي والآخر شهري، ليعرض الأول ملخص لكتاب مختار ويتم في نهاية السنة ترشيح اللقاء الفائز بمسابقة أفضل لقاء أسبوعي بينما يتفق في الثاني على قراءة كتاب معين ومناقشته.
وسعياً للتحفيز والتيسير يوفر النادي الكتب لأعضائه بسعر رمزي، وتتم لقاءات الطلبة بمبنى عمادة شؤون الطلاب، بينما تقيمها الطالبات بمكتبة الملك عبد العزيز العامة – فرع المربع، ومن الجدير ذكره أن النادي يستقي ميزانيته من عمادة شؤون الطلبة.
ومن نشاطات النادي حملة أطلق عليها اسم (رحلة كتاب) تقوم فكرتها على توزيع الكتب في أماكن عشوائية في الجامعة.
مع عبارة: (رحلة كتاب، هذا الكتاب وُضع لك عمدا لتستمتع به كما استمتعت به أنا، فضلا اقرأه وضعه في مكان آخر بالجامعة، ولا تدع نور القراءة يقف عندك!!)، با لإضافة لإقامة النادي برنامجا للقراءة للأطفال المرضى المنومين في مدينة الملك فهد الطبية.
ويأتي (أسبوع تدوير الكتاب) على رأس نشاطات النادي والذي أقيم 3 مرات سنوياً حتى الآن حيث تقوم فكرة المعرض على استبدال الكتب بين زوّار المعرض مجاناً وبدون مقابل نقدي، تحت شعار (ضع كتابًا.. وخذ آخر!) ضمن ضوابط معينة كأن يكون الكتاب بحالة جيدة ومصرح من وزارة الثقافة والإعلام مع تحفظ على الكتب المجانية أو الدراسية.
ووصل مجموع الكتب في الأعوام الثلاثة إلى 7000 كتاب تقريباً وفقاً لحديث ابتسام المقرن مديرة قسم الطالبات في نادي القراءة لـ (الثقافية) والتي أكدت أنها فكرة غير مسبوقة في المملكة العربية السعودية، وكثيراً ما يطالب زوار معرض التدوير باستمراره أو تكرار إقامته كل فصل دراسي كما حظي بدعم عدة جهات على رأسها مكتبة جرير، بالإضافة إلى مؤسسة الإسلام اليوم وبالطبع أعضاء وعضوات النادي.
وأوضحت أن المعرض يلزم ابتداءه بعدد من الكتب والتي تجاوزت ( 500 كتاب في البهو الطلابي وحده)، كما أشارت المقرن إلى أن المعرض سيقام بشكل مستمر عن طريق الموقع الإلكتروني بحيث سيكون هناك آلية للتواصل بين الأعضاء الراغبين في تبادل الكتب عن طريق إدارة النادي.
وكانت كتب تطوير الذات، والروايات والسير الذاتية هي الأكثر في معرض التدوير بينما لم ترد كتباً غير مصرح بها إلا أن في معرض العام الماضي - حسب قولها - وردت كتب قد تثير ثائرة طائفة معينة، فاستبعدها النادي حتى لا نثير الفتن.
وأكدت المقرن: «نحن لسنا شعباَ لا يقرأ عموماً ولسنا شعباً قارئ بشكل جيد يستحق أن نفاخر به، ولكن بعض من يقرؤون تأثيرهم محدود، ربما آثروا العزلة، بسبب النظرة القديمة الموروثة عن القارئ بأنه شخص معقد، ولكن حين يكثر القراء من فئة الشباب خاصة ويزداد الوعي لديهم مع بقاء الروح المرحة المعهودة فيهم، فهذا قد يغير من صورة القراء، وحين يلحظ البعض بأن القارئ يتميز عن غير القارئ في بعض الأمور ربما تحدث بعض الغيرة ويبحثون عن القراءة، ولكن هذا يعود للقارئ نفسه ومدى تأثيره فيمن حوله.
العزلة غير مطلوبة للقارئ حتى تنتشر عدوى القراءة للجميع، فهي عدوى صحية وجميلة ومفيدة للفرد والمجتمع أيضا».
-