اللغةُ العربيةُ لغةٌ ذات أصالة منطلقة من ذات مُنطلقٍ حي كريم، يوحي إليك أمرها بتفردها وقدرتها على تخطي الآفات والعوار على تجرم القرون الطوال.. ولست أظن، وأعلم أنني لستُ أظن بأنَّ اللغة العربية مُنحدرة من غيرها، لكن البكارة مهدها.. والقدرة مركبها.. والعظمة لحافها.. والموهوبون هم فرسانها على وتيرة لا تزول، وهذه اللغة قد حافظت على أمرها بابتعادها عما نال غيرها من: آفات، وخلل، ومرض، ولأنها لغة تخاطب العقل كما تخاطب القلب فإنّ هناك من زعم بأن أحباراً من يهود هم من أدرك قبل غيرهم بأن هُناك شبه تشابه بين اللغات كافة، ومنها: العربية، وكذا زعم نصارى المشرق في حين من الدهر قديم.
والمحقق أنّ اللغة العربية لم تنهض من لغة أخرى أو تنشق عنها، ولست أعلم زعم من قال بأنّ اللغة لم يدركها التاريخ إلا وهي في (طور الشباب)، لم أقف إلا على نوع من الطرح الاجتهادي الذي ينبني على الظن ليس إلا ذاك. وكم آمل من جامعة الإمام محمد بن سعود وجامعة الملك سعود، وكذا أم القرى، العمل على إيجاد ندوة مكثفة يقوم بها ثلةٌ قادرة على التحقيق والتأصيل والتناول المتين جدّ متين لبحث مثل هذه الطروحات التي أراها عين المسألة دون سواها، وذلك على هذا النحو:
أ - هل اللغة العربية منبعثة من اللغات السامية؟
ب - هل اللغة العربية تشمل لهجات مختلفة؟
ج - كيف كانت نشأة اللغة العربية؟
د - لغة العرب مع تنوع لهجاتها وتباين النطق بها هل تعود إلى لغة واحدة أم إلى ثلاث لغات:
1 - شمالية.
2 - جنوبية.
3 - متمازجة.
هـ - ما أصول منحدراتها؟
و - العلة بتردي النطق بها.. اليوم؟
ز - هل هي مُستهدفة؟
ح - الفرق بين: اللغوي الموهوب والمتعالم في طرحها وتحريرها؟
ط - هل أغنت (المجامع اللغوية) شيئاً مع رؤية طغيان لهجات أخرى؟
ي - ما الفرق بين التجديد حيال اللغة وادعاء ذلك وشواهده؟
تلك عناوين.. متساءلة.. بين يدي هذه الجامعات علَّها تعمل شيئاً مُهمًّا، وسوف يتولد من خلال هذه الندوة كثير من الآراء، والاجتهادات، والشواهد، والاعتبارات، والدلالات التي لعلها تقود إلى توصيات ذات اعتبارات جادة قوية مركَّزة من خلال (دولة) تُحيي العلم وتحافظ عليه وتنميه وتعود إليها (الدول) كافة بالريادة في مجال علوم الشرع واللغة والأدب والإدارة والسياسة. وأظن كل الظن أن هذه الندوة سوف يكون لها ثمار عالية القدر في مسيرة البحث الجاد البعيد عن الإنشائيات ومجرد النقلِ أو مجرد السردِ أو مجرد رصف الكلام من هنا.. وهناك، أو تكرار القول على أساس مُجرد الوعظ. وكنتُ أشاهد حينما أكون في القاهرة أو دمشق أو بيروت أو عَمّان من خلال مؤتمر أو ندوة ذات اختصاص مكين في العلم أو اللغة أو سياسة الإدارة العليا.. والحق أقول.. مَنْ يُلح عليَّ بمثل ما طرحته هنا، فكنت حيث كنتُ لا أرى إلا أن يكون ذلك في وطني، وإنما الآن أهتبلها مناسبة جيدة لطرح ذلك على هذه (الجامعات) لعل ما تقوم به يكون سبقاً في (التاريخ المعاصر).
بريد الخميس
- حمدان بن دبلان العلكمي، جيزان
هناك فرق بين (واو العطف) و(الواو للاستئناف)، وستصلك رسالة إيضاحية.
- إبراهيم بن عويل المقبل السبيل، عقلة الصقور
حديث «أنا خيار من خيار من خيار» صحيح.
- أسماء م.م.أ، الرياض
(الفية العراقي) ليست في اللغة بل في علم الحديث.
- نهار بن سعفان البابلي القحطاني، أحد رفيدة
نعم، الأوس والخزرج هم الأنصار.
إجابة خاصة
الأخ الدكتور أحمد بن سعيد دافي الخطيب، سوريا
(أبو قيس).. حلب
ما سمعته صحيح؛ وذلك أنني كنت عند أحد مديري الجامعات بدعوة كريمة منه فأخبرني بأن أحد الكتاب كتب إليه ينتقد أحد المنسوبين إلى هذه الجامعة بأنه يكتب شامخاً ويخطئ سيبويه، والأخفش، والخليل، ولم يضع شيئاً يصحح به الخطأ إلا فرضية اجتهادية لم يشر إليها لا (سيبويه) ولا (الأخفش) ولا (الخليل) وإنما أراد تسويد البياض، كذا حصل، أما رأيي فيما حصل في (القاهرة) في مؤتمر (اتحاد المؤرخين العرب) من ضرورة إيجاد (نخبة جيدة عالية العلم والقدرات علماً ولغة) حتى لا ينشر شيء ما له علاقة بأساسيات النقد أو تحرير مسألة علمية ما أو أدبية ما أو لغوية أو تاريخية إلا وتمر على هذه النخبة فهذا حقٌ، ولم أزل عليه. ويلاحظ فضيلة الدكتور الخطيب أن مثل هذا جديرٌ جداً بتجديد الطرح من خلال: الملاحق الصحفية والمجلات المحكمة، ولاسيما وهناك الآن منافسة محمودة لكسب السبق نحو هذا.
الرياض