قال: لا أعرف أبي عندما تفتّح ذهني.. كانت أمي هي كل شيء، في الثامنة من عمري وبناءً لدعوة ملحة من خالتي كان سفري الأول، ومعه عرفت قيماً جديدة وناساً لهم حراكهم الخاص والعام، وها أنا وقد تجاوزت الخمسين أسير وحيداً في مدينة لم تشكّل شوارعها وضجيجها أي نقطة حياة في وجداني.
قال: وأنا في الرابعة عشرة من عمري كان عليّ العمل خادماً في منزل أحد أقارب زوج خالتي، وفي الأسبوع الرابع وعند غياب رب الدار اكتشفت
...>>>...
وقف على الرصيف منتظراً أن يخلو له الطريق من تلك العربات المسرعة، كان يتقدم خطوة ثم لا يلبث أن يتراجع سريعاً. صهرته حرارة الشمس رفع يده ليحمي عينيه من اشعتها الملتهبة، إذ لم تفلح محاولاته في اجتياز الطريق إلى الجهة الأخرى، تعاقبت عليه الساعات، الأيام، الفصول، تصلب في مكانه كسته ذرات الغبار فاستحال إلى ما يشبه تمثال نحت ببراعة فائقة.
تسبب وجوده في أزمة مرورية خانقة لكثرة من يقصده لالتقاط
...>>>...