يدخل الصالة مهيباً هيبة العلماء الأجلاء والجمهور من كافة الأطياف بانتظاره، لم يكن دخوله عادياً، يجلس ليقدمه مدير الجلسة واصفاً إياه بالعالم والموسوعي والمفكر وهو كذلك ولا شك، ليترك له فرصة الحديث بعدها فيبدأ بدعاء يعطر به روحانية الأمسية ونفسها الفكري العالي.
ثم يسترسل في الحديث فيشرق ويغرب بالجمهور في أمور فكرية ودينية شتّى، يحلل ويدلل ويعضد رأيه بدليل أو حجة
...>>>...
لم يكن قِسمُه الذي ابتعثه الأقدمَ بين الأقسام لكنه بقي الأهمَّ رغم مرور الزمن؛ ولا يزال - بكفاءاته التدريسية لا بمخرجاته الطلابية - رقمًا يصعبُ تحقيقُه بين نظرائه، وليت القسم - وهو ينتجُ فيلمًا عن مسيرته - يعزو فضل التأسيس لمن بنى وابتنى؛ فاختيار المبرزين وتهيئتُهم وابتعاثُهم وتوفيرُ الجو المنتج لهم عواملُ حاسمةٌ في ريادته المشهودة.