بدءا فقد أخرت رجلا، وعطلت أخرى، وأنا أهم بكتابة هذا الموضوع، ليس خشية من رؤية موضوعية مغايرة، ونقد متجرد من إخواننا وأخواتنا المثقفين والمثقفات، بل خوفا من الغيبة «الماكرة الحالقة» التي تمارس أحيانا عند «بعضهم وبعضهن» تحت غطاء الحوار، وتبادل الأراء، وتلاقح المعارف، لتنصب إلى ألوان من السباب والإيذاء والانتقاص؛ ولذا فهي غيبة «نخبوية» أشد فتكا وعنفا مما يتخيله عقل! وإذا استثنينا بعض الحالات
...>>>...
كان مساء الثلاثاء 26 ربيع الأوّل 1432هـ الموافق 1 مارس 2011م موعدًا مع زائرٍ لا يلغي مواعيده، ولا يتقدّم أوانًا ولا يتأخَّر، زائر لا يقبل اعتذارًا ولا تسويفًا ولا تأجيلاً، زائر يضع حدًّا فاصلاً لمعاناة الجسد في صراعه والروح، أو بالأصح: صراع الروح في مَسْكَنِ الجسد، الذي ما ينفكّ يجلب الآلام عليها والمنغّصات، حتى في نشوة الملذّات، مذ صرخة
...>>>...
على الرغم من شهرة مصطلحي (الكلم) و(الكلام) في النحو العربي المشهور بين جمهور طلابه قد نجد الخلط بينهما، ومصطلح الكلم اسم جنس جمعي يعبر عن الواحد منه بإلحاق التاء (كلمة) مثل تفاح وتفاحة، وهو بهذا يدل على عدد كلمات الملفوظ من القول؛ إذ يطلق على ثلاث كلمات فأكثر، فنقول من الناحية العددية: كلمة، كلمتان، وكلم. وهو بهذه الدلالة العددية صالح أن يوصف
...>>>...
كل الفئات التي آمنت بفكرة الاصطفاء خرجت من رحم «العزلة» أو «الجيتوالفئوي»، وبذلك فهي فكرة عادة ما تصاحب أي عزل كما نجد ذلك في فكر المحتسبين لدينا، وبياناتهم.
والاصطفاء فكرة دينية في الأساس تقوم على أن الرب قد اختار مجموعة من البشر للقيام بوظيفة تطهير العالم من الشر وقيادته إلى الخير إنها معادل للنبوءة من خلال بسط ومقام فرديين يحددان إطار
...>>>...
انفضَّ معرض الرياض الدولي للكتاب، وعادت كميات (رجيع) الكتب إلى مواطنها أو مستودعاتها أو ذهبت إلى معارض أخرى، وتبقى كلمة كانت ترنّ ويتعالى رنينها بين الباعة في دور النشر وبين المهتمين بالكتب الشعرية مفادها التقريريّ: (انحسار الشعر).
كيف أصبح (الانحسار) توصيفاً مرادفاً للشعر وحده، حين يكون الحديث عن الكتب وانتشارها بين القراء؟!، مع أن مفردة (الانحسار) تنطوي على كثير من الالتباس اللغوي، مما
...>>>...
هل كانت المدينة التي يحكي حسين الواد روائحها في روايته «روائح المدينة» مدينة؟ لا بد أن يستعيد القارئ هذا السؤال وهو يتدرج في قراءة الرواية، لأنه سؤال يكمن في البداية التي أسست عليها الرواية العلاقة بالقارئ بتبريرها ما تحكيه من زاوية الدفاع عن مدنية المدينة أمام استكثار الأجوار اسم المدينة فيها وحسدهم أهلها عليه. وهو سؤال يتفرع إلى أسئلة أخرى
...>>>...
لم تحتج الحالة الجدلية السعودية لكتاب حاجتها لكتاب (السعودية سيرة دولة مجتمع) للإعلامي والباحث عبدالعزيز الخضر لعدة اعتبارات ينهض في طليعتها الحجم والتنوع والتكثيف وتبييض البقع الداكنة في تاريخنا الثقافي فضلاً عن رشاقته الفنية بين الوصف الثقافي المجرد والإدلاء بشهادة متأخرة حضرت بعد صدور الحكم بشأن أطراف اتهمت بالتشدد والإرهاب فكانت الشهادة من
...>>>...
الثقافة: كما وردت (في معجم متن اللغة، محمد رضا ج1ص 440) أصلُ معناها الحذقُ، والفطنة.. وعند المتأخرين التربية التي تنمو بها أساليب التفكير والعمل بما يلائم الزمان والمكان. كما عُرِّفَتْ بأنها الأخذُ من كل فن بطرف، بمعنى أن يكون المثقف مُلماً بأطراف العلوم والآداب والمعارف العامة.. وهي في علم الاجتماع الثقافي: مفاهيم عديدة وقوية لفهم الآليات التي تحكم صراع الثقافات أو تفاعلها ومن هذه
...>>>...
كان القول بأن الشباب السعودي يُشكِّل حالة جماهيرية مقابل ضعفه الواضح عن تشكيل حالة مواطنة يجد قبولاً منطقياً، لكن عند تفسير هذا القول سيكون مرفوضاً الوقوف عند حاجة الشباب إلى الانفعال كسبب وحيد في تفاعلهم مع أحداث الآخرين بشكل جماهيري، فاللحظة الراهنة التي أشارت إلى فقر حياة الشاب السعودي من الأحداث الشخصية التي تثيره للتفاعل معها أو تحفز انفعالاته، كان يقابلها إشارة أخرى إلى اتساع مساحة التعبير
...>>>...
تخرج أحمد بسيوني من كلية التربية الفنية في جامعة حلوان عام 2000، ثم عمل هناك مدرساً مساعداً في قسم الرسم والتصوير. حصل على درجة الماجستير في القدرات الإبداعية لفن الصوت الرقمي، أما رسالته الدكتوراه فكان موضوعها (السمة البصرية لبرمجة المصادر المفتوحة المتعلقة بمفاهيم الفن الرقمي). وخلال عشرة أعوام كان أحمد قد وصل إلى أن يكون من أهم فناني الجيل الجديد. خصوصًا ممارساته الفنية الأكثر تجريبية والتي
...>>>...
اللغةُ العربيةُ لغةٌ ذات أصالة منطلقة من ذات مُنطلقٍ حي كريم، يوحي إليك أمرها بتفردها وقدرتها على تخطي الآفات والعوار على تجرم القرون الطوال.. ولست أظن، وأعلم أنني لستُ أظن بأنَّ اللغة العربية مُنحدرة من غيرها، لكن البكارة مهدها.. والقدرة مركبها.. والعظمة لحافها.. والموهوبون هم فرسانها على وتيرة لا تزول، وهذه اللغة قد حافظت على أمرها بابتعادها
...>>>...
سمعتُ أول مرة باسمه واسم والده - رحمهما الله - في مجالس العائلة؛ فقد كان ذكر والده يملأ التاريخ الشفوي للناس.. بوصفه واحداً من موطدي الحُكْم في البلاد بعد توحيدها على يد البطل العظيم عبدالعزيز آل سعود، وكان والده أميراً مهاباً وقوياً في الحق وفي تنفيذ الأحكام والضرب على أيدي البغاة وقطاع الطرق، كما كان كريماً، شهماً، مستقيماً، وقد عمل معه خلال إمارته للمدينة المنورة في الخمسينيات الهجرية
...>>>...
في تلك اللحظة المرحلية التي نعيشها والتي تعج بألوان من تقنيات البث والاتصال وتمظرات العالم الافتراضي وتعارض المصالح وصدام الثقافات - صدام الثقافات وليس الحضارات، حيث لم يعد ثمة حضارة الآن إلا الحضارة الغربية - وفي عصرغياب توازن القوى لصالح القطب الواحد المتفرد بالسيطرة تبيت المحافظة على ملامح الهوية أمام تحد عصيب. المنسلخ من ضوابط هويته أسهل
...>>>...
«بنجامين كاردوزو» واحد من أهم قضاة المحكمة العليا بل ومن أهم القانونيين إطلاقاً في تاريخ الفكر القانوني الأمريكي، حفظ المهتمون بالقانون كلمة له شهيرة عن المجاز ولغة القانون حينما قال «إن المجاز والتعبيرات المجازية لا بد أن تتم مراقبتها بعناية؛ فهي قد تبدأ كوسيلة لتحرير الأفكار والعقول ولكنها تنتهي لاستعبادها».. وكان قالها في الحديث عن الشركة في الفكر القانوني الحديث حين تحولت إلى «شخصية»
...>>>...
الكتابة هي فعل تحرر وعليه فإن من ينتج النص عليه أن ينتج المتغير وأن ينتج العلاقة الجدلية مع الحقيقة، ووعي رؤية العبور إلى الوعي.
في الرواية النسائية هناك دائماً موقف متأثر، لكن ليس لديه أدنى احتمالات لأخذ النص ليكون ملاذاً واعياً. وبتفرد تعطلت الذات الإبداعية مقابل الذات الكاتبة، وعلقت في الكائن الاجتماعي المنتج للكلام، ولم نعدم طيلة السنوات الماضية من استمرارية تلك النصوص المنتمية إلى روح شهر
...>>>...