في الساعة العاشرة كانت حسنة تقف عند المدرسة ومعها هاتف ضحى تطلب منه هاتف الزوج، ومن دون تحيات قالت:
- أين أنت الآن يا أستاذ علي؟
- أهلاً.. هأنذا سأدخل ناحية المدرسة خمس دقائق وأكون عند الباب.. أين ضحى والأولاد؟
- ها هم.. ضحى مشغولة مع الأطفال تربط حذاء أحدهم.
بعد خمس دقائق وقفت سيارة ونزل الرجل مستغربًا فلم يرَ إلا امرأة واحدة تقف عند المدرسة:
- أين ضحى والأولاد؟!
- تعال معي.. ينتظرونك في البيت!
ركبا السيارة. قال الزوج وهو ينظر إلى هاتف زوجته بيد المرأة:
- ما الذي يحدث.. ألم تكن ضحى معك مشغولة بالأولاد.. أرجوك حدثيني! هل حدث لهم مكروه؟ أنا قلق من عدم مجيئهم معك.
قالت: هم بخير.. سترى بنفسك.. سقْ!
وبدأت توجيهَه في طريق طويل مظلم خالٍ، وفي اتجاه غير اتجاه بيتها، وحيثما شعرت أنهما بعيدان عن الضاحية غرست نصل سكينة في ظهره من جهة اليسار، وبدأ ينزف حتى فارق الحياة، أخذت مكانه وقادت السيارة إلى بيتها.
نزلت من السيارة وسحبت جثة الرجل ودخلت بها في غرفة الأطفال، والمرأة مازالت مذهولة فاقدة الذهن مربوطة بالكرسي، رمت جثة الرجل الغارقة بالدماء تحت أقدام الزوجة، فكت أنابيب نقل الدم وشرعت تنادي أطفالها:
- مرزوق.. فرج.. سعدية! هيا انهضوا! قد عَوَّضتُ دماءَكم النازفة بدماء جديدة.. ألم يقل الطبيب «إن سبب وفاتكم هبوط في الدورة الدموية نتيجة النزف الشديد» هيا اصحوا!
بلا ضجيج ولا حراك ظلت تنفذ ولعدة أسابيع من بيت طين يبعد عن ضاحية منزوية عشرات الأمتار رائحةٌ عفنة لم يشمها إلا السائب من الكلاب.
إشارة:
هذه قصة مختصرة لقصة طويلة، أو حكاية قصة طويلة، قد يشعر القارئ لو كتبت تفاصيلها بالملل.