أفراحُنا صارتْ تئنُّ
بعكس ما كانتْ
تُضيء وجوهَ من عرفوا
طريقَهمُ إلى
أسمى
مَرَحْ
لا فارقاً
ما بين طعْمِ البؤسِِِ
لا يزهو
وما بين الفرَِحْْ
فارفعْ يدَ الهاجي
مقامأ
قلْ له:
أنتَ الحياةُ
ولا حياةَ.. لمن مدحْ
من مدَّةٍ
والأرضُ تفقدُ
.. قانئاً
وسلالُها عطشى امتلاْءٍ
كان سعداً
ثم أمسى
وهو طافٍ ..
لا أقول القطفُ خانَ
ولا خريرُ فم ِ
القدَحْ
فكلاهما الجاني
وما أدراكَ
يا هذا بذلكَ
إذْ به
للغدر طعْنٌ
ليس يرحمُ من
صدَحْ ؟
يا أيُّها العالي
أقمْ
مرساكَ
لا خشباً يمازج معدناً
تسمو به
كلاَّ ولا تُهْزَمْ
بفحوى
من نبَحْ
تتبسَّمُ الأهواءُ
تستهويكَ
لا تجنحْ لها
تتضاعفُ الآلامُ
في عينيْكَ
لا تخضعْ لها
تتمذهبُ الطُّرقاتُ
تضليلاً لما
زكاَّك قلْ
نفسي
فلا عزّاً
ولا سعداً
ولا فوزاً لمنْ
ترك المحجَّة
أو جَنَحْ
أو ما ترى بعضَ البحارِ
تغيضُ
تبلعُها الرِّمالُ كأنَّ أحلامَ
البحار بلا نهاياتٍ تسرُّ
ولا تُنجِّي
من سَبحْ ؟
أوما ترى نهْشَ الذِّئابِ
يجرجرُ الأسماعَ
بلهاءَ الإرادةِ
نحو دربٍ مُؤْصدٍ
لم يُرْخَ إلاَّ للهلاكِ
ولا أماناً للقويم سوى لخترٍٍٍ
يستفيق بلا حياءٍ
شاجباً
صِنْواً
ذَبَحْ
تتآكلُ الأطرافُ
ندعوها
كفى
لم تسمعِ
تتقطَّعُ الأحشاءُ
نرجو طبَّها
لم ينفع
يا مالكَ الأكوانِ
إلاَّ قلبَها
يا حامياً وجهَ الضياءِ
رجاؤنا
أنْ يسلَمَ القلبُ الوفيُّ
بلا صفاقاتٍ
تُجرْجرُ جارحاً
أعضاءَهُ
بالجهل ينكرُ
من جرحْ
مولايَ كم قَتلَ الغرورُ صفاقةً!
نرجوك
من عوَجٍ
ومنْ صلَفٍ
ومنْ سيفٍ لأوَّاهٍ
يصيح.. إغاثةً
فيرى جموحاً
للسَّماحةِ
لم يُبحْ
مولايَ
مَن حسبوا الدُّروبَ تُصَدُّ
إلاَّ دربُهمْ
والحبًّ.. إلاَ حبُّهمْ
والعزُّ.. إلاَّ عزُّهُمْ
والمجدُ.. إلاَّ مجدُهمْ
أولمْ يعوا ؟
كم أصبحَ الهرُّ المسالمُ
ضيغما
والودُّ هاجمَ فارساً
متلثما
والكفر صار بما جنى
متظلِّما
أخشى نرى رُخَماً
أردناها..
نسوراً في غدٍ
لم تشبع!
ما الحالُ
إن هاجت صقورٌ
ما مقنَّعةًً
وبانتْ للأسود مقاصدٌ
لم ترجعِِ
تُخزي رواة الضُّوءِ
مُنحازين
خانوا
من سَفحْ؟
لا كانت الدُّنيا
بلا معنى
بلا طَعْمٍ
بلا عزِّ
بلا فخرٍ
لمن حمل السِّراج
إذا تألَّمَ
من صَلحْ
يا من فُتنتمْ أسوياءً
حسبكمْ
لا تسمعوا
إلاَّ لمن جاب الخرائطَ
مُنشدا:
بغير وعيٍٍ، هوى يستعذبُ الرَّاحا
فليس يدري بمن يأتي ومن راحا!
يقول للنَّاس ها طبٌّ لِمَن جُرحوا
وملءُ قبْضتِه سيفٌ لمن صاحا!
ألم يروا ماضياً في كفِّ ذي سَفَهٍ
بدون عقلٍ يُبيد الخلْقَ أشباحا؟
* * *
يا من يلوِّحُ بالأطماع محتوياً
جهلاً عرفناك مجنوناًً وسفَّاحا
إنَّا عرفتاك لا نحتاج راويةً
يروي الجفاءَ ولا نحتاج شرَّاحا
لا يزعجُ الأمنَ من رام الفلاح بلا
ذنبٍ ولم ينتحرْ من شاء إصلاحا
نعوذ بالله من شرِّ الطُّغاة ومنْ
شرٍّ يدسُّ لنا في الأنس أتراحا
حاموا عن الحبِّ يا من تحرصون على
دوامَه, حقُّهُ يمتاح مرتاحا
ما أظلمَ الحبَّ إنْ صارتْ جوانحُه
كرْهاً فكم ثابتٍ من عزْمِه طاحا
Dammas3@hotmail.com