قرأت مقالات كثيرة وسمعت أقوالاً أكثر في مختلف أوساط المجتمع وبخاصة نخبة المثقفين والكتاب ترتفع تلك الأصوات وتتجه تلك الكتابات بمطلب اجتماعي وثقافي وأدبي يسير نحو طلب تكريم صديقي القريب لنفسي سعادة الدكتور زهير محمد جميل كتبي المثقف والكاتب والأديب المعروف وهو المتخلق بالتسامح والرحمة واللطف في معاملة الناس، وصاحب الابتسامة والنكتة الراقية.
عرفت الأخ زهير منذ أكثر من ثلاثين عاماً وهو شاب طموح ذو سمعة جيدة في المجتمع المكي، انتشرت كتاباته الصحفية النقدية للجهات الحكومية وتميز بشهرة النقد. فهو لا يرحم أحداً من المسؤولين ولا يعرف أي لون من المجاملات أو أي سلوك من المداهنة، وكتاباته قوية وتتسم بموضوعية لدرجة النفور في نظر القليل. ثم اتجهت جهود الأستاذ زهير كتبي الذي أصبح من المعروفين في كثير في مدن بلادنا نحو الكتابة التاريخية والأدبية وخاصة الجانب التاريخي من سير رجال مكة المكرمة. وأصبح يكتب في كثير من الصحف في المملكة، وكنت أشاهده كثيراً في المؤتمرات الرسمية والمناسبات الثقافية والأدبية يشارك هنا ويشاغب هناك ويحاول حتى ينقع محاوره، ولا يستسلم لأحد بسهولة، وهو من القريبين كثيراً من الأجواء الفكرية والثقافية لأنه عمل ويعمل على استيعاب المشهد الثقافي والفكري.
يعجبني في شخصية الدكتور الأكاديمي والمثقف المصلح زهير كتبي أن كل مقالاته الصحفية وإنتاجه أنه يتميز بنشر الحجج والوثائق الدامغة التي تصمت بل تخرس خصومه، فهو قادرٌ على دحض الافتراءات الملفقة، ويفند الادعاءات بالحجج والبراهين الدامغة، سواء أكانت بأسانيد نقلية أو عقلية أو بوقائع تاريخية المتأزرة مع الحقيقة التاريخية، فهو يضفي المصداقية والموضوعية الكبيرة على ما يكتب ويناقش، فذلك نال ثقة الكثير في الشأن المكي. وتبرز على كتابات الدكتور زهير أنه دقيقٌ وفاحصٌ ومتعمقٌ لما يكتب وينتقد بشدة لا مجاملة فيها ولا هوادة لمن يتجاوز أو يتطاول على مكة المكرمة أو سكانها. هو مكي عاشق لمكة المكرمة لدرجة الجنون العالي والمعلن، ويتأكد حبه المخلص والشريف والنزيه لمكة المكرمة أنه لا يجامل حتى أبناء مكة المكرمة من الأدباء والكتاب والشعراء أثناء نقده الشديد، فيعد زهير من أشهر المهتمين بمكة المشرفة وشؤونها ويعد أحد المراجع الهامة في هذا الجانب، فهو يكتب بلهجة راقية وأسلوب ومنهج علمي مميز حتى أستطيع أن أقول إن كتاباته وإنتاجه تعد من المراجع الهامة والمتخصصة في مكة المكرمة وشؤونها المختلفة لأنها مليئة بالمعلومات والحقائق والوثائق عن هذه المدينة المقدسة.
تميزت شخصية الدكتور زهير بميلها لخوض المعارك الصحفية والأدبية والتاريخية فهو مثقف محارب وشرس وقلمه سيف بتار لا يرحم، وهو فعلاً كما قيل عنه إنه أحد المراجع الهامة في منهج المعارك بشتى أنواعها وفنونها، ويحب أن يقاتل في الميدان لوحده ولا يطلب أية مساعدة من أحد.
وربما لا يعرف الكثير أن شخصية الدكتور زهير كتبي هي عصامية وتحب التحدي بل أعرف بحكم علاقتي الكبيرة والقوية معه أن زهير يتفرد بامتلاك صبر وصلابة وجلد قد لا يقوى عليها الفحول من الرجال وقد لا نجده في أبناء جيله. وزهير فيه خصلة وخلق إسلامي هو حبه للتسامح كثيراً مع من يلحق به الأذى أو يؤذيه، وهو لا يتراجع عن مواقفه ويفتخر بمبادئه وكتاباته. هذه السيرة السريعة والعاجلة ولما قرأت في الصحافة من مقالات متعددة من كبار كتاب أضم صوتي ورأيي إلى ضرورة تكريم سعادة الأخ الدكتور زهير محمد جميل كتبي وإعطائه حقه من التقدير والاحترام لما قدمه من جليل خدمات داخل هذه البلاد المباركة وبخاصة خدماته المعروفة لمكة المكرمة وسكانها وشؤونها وفنونها، فهو من بين من عزز قيمة التجدد الثقافي، والتفكير النقدي، والحوار، والتواصل المستمر مع المجتمع.
وآمل من أخي سعادة الشيخ عبدالمقصود خوجة وغيره من المؤسسات العلمية والثقافية مثل جامعة أم القرى ونادي مكة الثقافي ونادي الوحدة الرياضي ومؤسسة مطوفي جنوب آسيا أن يبادروا بتكريم هذا الإنسان المكي الحر والمميز والمتفرد بكثير من الخصال والأخلاق الطيبة والفاضلة.
لقد رحل الكثير من أبناء مكة المخلصين ولم ينالوا حقهم من التكريم والتقدير فمنهم من أصابه وأقعده المرض ومنهم من توفاه الله مثل الأخ هاني فيروز -رحمه الله- فآمل من معالي الأخ الدكتور محمد عبده يماني باعتباره أحد كبار رجالات مكة المخلصين ومن أعيانها المشهورين أن يتبنى مثل هذه المبادرة الداعية لتكريم أخينا وصديقنا وابننا الدكتور زهير محمد جميل كتبي فهو الجدير بكل حب وتقدير وتكريم.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والله من وراء القصد.
- مكة المكرمة