| |
أبو ماجد نورة آل عمران
|
|
لأن لا قانون يعاقب على الأحلام، فقد حلمت بأنني استيقظت كعادتي عند الساعة الخامسة فجراً وصليت الفجر وتناولت فطوراً سريعاً، ثم بحثت في جوالي عن اسم السواق (أبو ماجد) الذي يقوم بتوصيلي يومياً إلى المدرسة مقابل 300 ريال في الشهر، وأبو ماجد حكايته حكاية، فهو ليس مجرد سائق يمكن أن يستمع للأوامر ولكنه مدير يطاع ويملي الأوامر على المعلّمات، فمن تتأخر دقيقة واحدة عن الخروج من المنزل يكون مصيرها الانتظار ساعة كاملة حتى ينهي دورته على المنازل ويوصل الجميع ثم يعود إليها بعد إقفال الخط الأحمر! وهذا الأسلوب مجدٍ مع غير المنضبطات في المواعيد أمثالي، فإذا تأخرت عن الخروج أعرف أنه لن يلتفت إليّ إلا بعد أن ينهي جميع مشاويره الصباحية، فألتزم الصمت حتى يعود! وهذا عقاب أول، والعقاب الثاني، أن يتركني في نهاية الدوام أنتظر ساعة كاملة وهو يدور على المنازل يوصل المعلّمات الأخريات حتى يأتي دوري بعد أن يدور رأسي ستين دورة! ولا أستطيع الاعتراض أو التذمر، فإن فعلت نسيني في اليوم التالي، وإن كررتها تركني وقال: ابحثي عن غيري! كل هذا مرَّ في ذاكرتي وأنا أنظر لاسم (أبو ماجد)، فضغطت على (مسح)، وقلت: وداعاً أبا ماجد، فهذه مفاتيح سيارتي في يدي، وسوف أذهب إلى مدرستي في الوقت المحدد ولست بحاجة بعد اليوم للذهاب قبل ساعة من الدوام، والعودة بعد ساعة، لا أرجع الله ساعتك يا أبا ماجد! انتهى الحلم.. فلا أحد يعاقبني على أحلامي فمعاناتي أصبحت تتجسد لي في الأحلام، وبدل أن أحلم بفارس أحلام يحملني على حصان أبيض أصبحت أحلم ب(أبو ماجد)، وأفزع كل ساعة وأنظر هل حان موعد النهوض للمدرسة؟
|
|
|
| |
|