| |
رمضان منصور بن علي بن حمود آل بشير/معلم اللغة العربية بمدرسة ديحمة المتوسطة والثانوية بجازان
|
ما بينَ معتكفي وقلبي الصاحي |
آتيكَ من تيهٍ ووحشةِ غربةٍ |
وبأنسِكَ المعمورِ حطَّ جناحي |
ألفيتُ فيكَ تشوقاً لصبابتي |
ألفيتُ فيكَ بلاسماً لجراحي |
أغضيتُ عن رغدِ الحياةِ وطيبها |
آثرتُ حبَّكَ عن لذيذِ مراحي |
وأتيتُ والدنيا ضميرٌ نابضٌ |
والخيرُ يعمرُها بكلِّ نواحي |
فجررتُ حبري والشطورُ عشيقةٌ |
ما جنَّ ليلي وانتشى مصباحي |
وأذوبُ في وجدي وفيضِ مشاعري |
وأعللُ الأتراحَ بالأفراحِ |
***
رمضانُ لي بينَ الجوانحِ ومضةٌ |
ملكتْ عليَّ سريرتي وفِصاحي |
ما كنتُ أعرفُ قبل ذلك ما الهوى |
حتى أسيتَ القلبَ كالجرَّاحِ |
زكَّيتَ منه دينَهُ ويقينَهُ |
***
رمضانُ والدنيا قصيدةُ شاعرٍ |
رقصتْ قوافي الشعرِ في أوشاحِ |
هيَ ليلةُ القدرِ التي أوثِرْتَها |
ببلاغةِ التنزيلِ والإفصاحِ |
ناشدتُك اللهَ العليَ تكونُ لي |
خيرَ الرفاقِ وصحبةَ الإصلاحِ |
***
رمضانُ ما لي عنكَ أدنى صُرفةٍ |
رمضانُ أهلا والليالي ملؤها |
عبقُ الدعاءِ بمسكِكَ الفواحِ |
رمضانُ نحنُ كما ترانا أمةٌ |
شَلَّتْ إرادتُها بقصِّ جناحِ |
أدري وتدري والغيورُ كذا درى |
لن يُستردَّ الحقُّ دونَ كفاحِ |
***
ما إنْ ذكرتُ القدسَ أرضَ أحبَّتي |
كبشَ الفداءِ وقصةً لكفاحِ |
ورأيتُ في أرضِ العراقِ مشاهدا |
يدمي لها قلبُ الغيورِ الصاحي |
ورأيتُ لبنانَ الجريحةَ مسرحاً |
للمجرمينَ عصابةَ الأوقاحِ |
حتى انزويتُ من الأسى في جانبٍ |
من مجلسي ونكأتُ طيبَ جراحي |
***
رمضانُ جئتَ وأمتي يلتفُّها |
إعصارُ تيهٍ جابَ كلَّ نواحِ |
ضلَّتْ طريقَ النصرِ بعدَ بعادِها |
عن دينِها والدينُ كلُّ سلاحِ |
اليومَ جئتُكَ من لهيبِ مشاعرٍ |
قد أُذكيتْ بأريجِكَ الفواحِ |
أنا ما انتشيتُ إذا انتشتْ دنيا الهوى |
ألستنيَ الآلامَ وهْيَ مرارةٌ |
أيامَ كنا نملكُ الدنيا وكم |
جُزنا الصعابَ بصارمٍ ورماحِ |
كم سطَّرَ التاريخُ صفحةَ مجدِنا |
لكنْ طوتْهُ يدُ الزمانِ الماحي |
وافقتُ كي أحيا الحقيقةَ مرةً |
ما بينَ (كوم) دفاتري يا صاحِ |
واليومَ أنتَ كما تراني قابعاً |
أغري الشعورَ ببسمةٍ لصباحِ |
|
|
|
| |
|