| |
رسالة إلى أبي الذي رحل مرام صالح العامر
|
|
عبرة كادت أن تقتلني وروحي التي كانت ستخرج فلم يردها.. ولم يطفئ تلك الحرقة سوى زفيرٍ أحرق جوفي ودمعاتٍ جعلتني أسبق خطواتي لأحمل ذاك القلم الأسود الذي يشبه كثيراً ظلمة حياتي، ففي هذه الليلة الكئيبة إحساس أليم يتعبني، وبركان أحرق دواخلي وذلك كله بسبب التفكير فيك أنت (أبي).. أبي يا من حرمت من النظر إلى عينيك، يا من حرمت من مداعبة شعر وجهك وأذنيك، يا من رحلت وأنا حتى لم أقل لك (( أني كم أحبك)).فلقد رحلت عني وأنا لم أناديك ولم أقل لك (أبي) فعندما أحتاجك أصرخ بها داخلي حتى تتفجر جميع البراكين، ويصبح قلبي كجمرة يتوهج داخلي، يناديك.. وأنا أعلم أنك لن تأتي فلا أحد يستحق أن أناديه بها عندما أحتاجك؛ ولا يطفئ تلك الحرقة سوى دمعي الذي لا يتوقف حتى تغمض عيناي، فأعيش بحلم بقربك أنت أبي بين تلك الألعاب المبعثرة؛ ونور وجهك الذي لا ينطفئ أبداً.. (أبي) ليتك تحس بمدى الحزن الذي أعيشه.. والألم.. والخوف.. والدموع التي تملأ عيني كلما أحسست بأني أحتاج لك.. فكم من المؤلم أني كلما سطرت اسمي تناثرت بعدها حروف اسمك كأنها اللؤلؤ يتوهج لينير لي دربي ويعطيني الأمل في مواجهة الحياة، وأن أصبح فتاةً صالحة تفخر بها (لو كنت موجوداً). (أبي) أنا ابنتك الصغرى التي لم تشبع رغباتها وعواطفها البريئة، كم كنت أحتاج إلى حبك يغمرني وحنانك عندما أحس بالألم أو المرض يعتصرني، وحضنك الذي كنت سأختبئ فيه إذا حاول أحد أن يضربني.. فلا تعلم (أبي) كم أحتاج إلى كلمةٍ من شفتيك حتى تعطيني دافعاً نحو الأمام.. فها أنا تائهة في زحام الحياة، ضائعة بين الآهات، تلطم بي أمواج الأحزان والأقدار ولا أعرف إلى أين القرار؟.... فها أنا يا الله أطلب منك أن ترحم (أبتي) وتسكنه فسيح جناتك وتلهمني الصبر والأمل فأنا أحتاج كثيراً إلى رحمتك يارب.. (فيا ليتك أبي كنت موجوداً الآن بقربي لتعرف كم أنا أحبك).
|
|
|
| |
|