في يوم من الأيام كنت لا أستطيع على حراك جسدي من تعب وإرهاق وحرارة شارفت على حدود الأربعين.
وحتى لا أستطيع ولا فتح فمي لطلب أقل شيء لي، وكنت رفيقة الفراش في ذلك الوقت، وكانت أمي وأبي وأخواتي يطلون عليّ بين حين وآخر، وكانت أمي تنطق بكلماتها الحنونة التي فعلت الكثير لتغير نفسيتي عن تعبي، وتجعل بكلماتها البسيطة طرق الورود مقدمة لي.
وعرفت حينها أن الحنان أهم شيء قد يمر في حياة الإنسان، وأن المجتمع بلا حنان لا تكون فيه رحمة، وإذا ذهبت الرحمة ساد المجتمع فيه الظلم والجور. فاعلموا أنه لا شيء قد يعوض الحنان لا مال ولا جاه ولا منصب فالحنان لا معوض له. فكونوا دائماً مصدر حنان وأمل بمن حولكم وحاولوا قدر ما تستطيعون أن تزرعوا بذور الحنان واغرسوها جيداً حتى يتورثها من هم بعدكم.