(1)
من لم يشاهد الحلقة وحجم الضجة التي يكاد الإستديو يهتز بها ومنها وينطق ناطقاً بالحق علناً فلن يخسر الكثير فستتعاقب الأقلام ذوداً وهجواً وتتناقل الألسنة تصريحاً وتفسيراً ولياً وكل يسقط على الواقع من هو الصحيح الأوحد منهما, ويظل وحدهم من يقرؤون السير يدركون صحيح الأمر وليس الصحيح منهما فقد لا يكون أياً منهما صحيحاً بالكامل بل بالتجزئة! وما هو الأهم بعد ذلك ما يقرأه من لم يشاهد تتابع الأحداث ممن ذو البصيرة المفقودة فيقع بصره على السطور ليبحث بينها عن حكم نهائي على الشخص وليس ما دون وعبر ليتمتم بعدها بكلمات كأنما هي صوت سوط الجلاد! وينسى من يتولى العباد..
هل هذا ينذر بولادة المزيد من جهلاء أدب الكلام وجراح الكلمات؟
(2)
يكاد الخوف الأول لدى مجتمعنا يكون الخوف من «كل أمر يطرأ وجديد»
تنبري الشخوص بكل أطيافها الفكرية في حس بالمسؤولية ذا إقدام متسرع عظيم لكن ما أن تتفحص محتواه إلا ويلجمك حجم الغثاء فيه، يفسر الأمر ويوضح المقصد إما سلباً أو إيجاباً بإطلاق العنان نحو المجهول وقليل جداً من يفيض بقول يدرك به القارئ أو السامع كيف يتفاعل مع الطارئ وكيف يحوره لمصلحته الذاتية والعامة، كيف يفعل عقله ويستأصل ضجر الحياة وينطلق من رواسي المسؤولية ويبادر بدوره الحقيقي والفعال، ما يعم سوى التصوير للأسوأ بأعتق العبارات وألزم الشواهد وكأننا أمة لن ترى صاعداً إلا الذلة! وإياك أيضاً أن تأمل أن يكون التغيير متجهاً للأفضل!
هل سوّقنا ويسرنا جهود الأفاضل التي تشكو تضييق الخناق بطوفان أندادها عليها؟
(3)
تكريم الرموز عمالقة الأمة ذوي الفكر والفعل راسخي الأثر هو نهج الأوفياء ولكن لدى البعض «ليس من الأمر شيء وما هو إلا تلميع وتوثيق للمصالح» هكذا يتحدثون ولكن أشد ما يعجب عدم إبصارهم لواقعهم فما أن ينال أحدهم تكريماً بسيطاً في دائرته الضيقة «عمله» إلا ويعقد الولائم ويترأس المجالس ليتحدث بها ليلاً ونهاراً ويعبر زمن ويظل لزاماً أن تلتقي صاحبك بعد دهر وجل حديثه عن كان وكنت وحاشا أن يوجد همس لخيبة الآن، وفي جبلة آخر لا يكترث لكن ما أن يكرم زميله إلا ويتسائل لماذا لست أنا؟ حينها قد يستفيق، وفي فصل آخر ممن لن يعملوا حقاً أبداً تطويراً أو أثراً لا تهمني وترجمتها ما أطيب الكسل وأشباح العمل أي ما هم إلا عائقي عجلة الرقي.
(4)
أحمد البلاغة الصمت حين لا يحسن الكلام.