الاجتهاد بطبيعته يعلي وتيرة الحراك الثقافي ويوسع في فحواه، لكن إذا تم إجراؤه بآلية غير مؤصلة فقد يكون بالغ الضرر بل قد يمثل الخطوة الأولى على سبيل الانحدار المعرفي. لقد جرت العادة عند البعض أن يقول: فلان مجتهد. حتى ولو كان هذا الموصوف غير مؤهل لذلك، حتى ولو كان يُعمل اجتهاده في قضايا لا يعي مناطها أو يعيه ولكن لا يتوافر على فقه إسقاطها على
...>>>...
الأدب كله نتاج موجَّه للعموم لا للخصوص، فالقصيدة والرواية والمسرحية... إلخ لا تنطوي على ما يخصصها لجمهور قارئ لا تتعداه، إلا إذا لم يصدق عليها المفهوم الفني الأدبي الذي يحيل الأدباء إلى شخصيات عامة وخالدة بعموم إبداعهم وخلوده. لكن هذا العموم مضاد لمفهوم النخبة أو الخصوص الذي ينشأ في تلقي الأدب ونقده والتنظير له بما يصنع قيماً جمالية ودلالية
...>>>...
صادف الأستاذ عمر الخميس الإعلان (إطار لصورتان) فرآه منكرًا يجب أن ينبه إليه، فصوّره ونشره في برنامج الواجهة (facebook) وعلَّق عليه. والأستاذ عمر معيدٌ في قسم اللغة الإنجليزية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وهو حاسوبي بارع أيضًا؛ ولكن غيرته على العربية شديدة. وأما أخوه الشيخ إبراهيم فأستاذ في الحديث والعلوم الشرعية، مطلع على العلوم
...>>>...
تعاني الأمة الإسلامية منذ قرون من داء التقليد للتابعين، والجمود عند أقوال السلف، كما تعاني من سد باب الاجتهاد ومنع طارقيه، فمن هو يا ترى الذي تسبب في كل ذلك الانغلاق وذاك التزمت.
في تاريخنا الإسلامي تؤكد الروايات بأن السلاطين والعلماء هم من أجبروا الناس على لزوم المذهب، والمذهب هو إما أن يكون الفقه الحنبلي أو الفقه الشافعي أو الفقه الحنفي أو الفقه المالكي، وفي بعض الأحيان أجبروا الناس
...>>>...
بقراءة مجموعته القصصية الأولى «موت على الماء» سنلحظ أن أطياف القرية تتسلل بحنان وعفوية بالغة إلى القصص المعبرة عن ذلك الكيان المهيأ للدفن قبل أن تتحول الكتابة عنه إلى مشروع عقلاني وفني متعدد الجوانب تم إنضاجه بهدوء فيما بعد. وفي نفس المجموعة يمكن الوقوف على مشاعر الغربة والتمرد والإحباط والإحساس بمفارقة الأضداد - للمرة الأخيرة
...>>>...
من أمتع الكتب التي قرأتها مؤخراً كتاب «الوزير المرافق» للدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- وكان هناك ثلاثة أسباب لاستمتاعي بهذا الكتاب وهي-والترتيب لا يعني الموافقة مع الأهمية-.
السبب الأول الطرافة والخطورة التي تنتجها بعض البرتوكولات الدبلوماسية، والسبب الثاني اكتشاف البعد الإنساني لبعض الرؤساء السياسيين الذي لا يمكن الحصول عليه من خلال الإعلام
...>>>...
على الرغم من (فتنة الجَمَل) فقد ظلّ الصحابةُ يُجلّون أمّ المؤمنين السيّدة عائشة - رضي الله عنها - ويفقهون قَدرها، ومكانتها من النبي - عليه الصلاة والسلام - بمَن فيهم عليٌّ - رضي الله عنه -. وتلك هي الصورة المعقولة واللائقة بمن ربّاهم رسول الله، وتنزّل فيهم كتاب الله، وهم أهل بيت النبوّة - وإنْ لم يرتفعوا، بطبيعة الحال، عن مستوى البشريّة في
...>>>...
مع انتهائي من قراءة آخر صفحة من صفحات كتابيه الأخيرين: (الوزير المرافق، والزهايمر) اللذين قرأتهما قراءة واحدة متصلة، أحسستُ بغصةٍ وضيقٍ يملؤه الفراغ العظيم الذي تركه الراحل الكبير د. غازي القصيبي - رحمة الله عليه - فلقد كان من عادة القراء، وأنا واحد منهم، بعد كل قراءة لكتاب جديد من كتبه، أن نتوقف لحظات للتأمل والتخمين عن ماهية الكتاب الذي سننتظره من غازي بعد هذا الكتاب..
كلّما خطت البشرية كعباً أو قدماً، أو خطوة، باتجاه خلاصها من طواغيت الأرض ومن الأوهام المتراكمة عبر قرون، نفخ سكان الكهوف في رماد هذه الأسئلة العمودية، قصد إيهام العالم بأنها أسئلة مشروعة تطرح لأوّل مرّة في التاريخ.. وبالغوا في ذمّ الحرية وتخويف الناس من ثمارها، رغم أن الناس قد
...>>>...
التقنية حقل الممكن، مثلما يشاع عن السياسة أنها فن الممكن. وطالما هناك أياد تقنيّة فثمة خيارات مفتوحة على كل الاحتمالات. ولا يُراد بالممكن المقدرة على الفعل، وإنما احتمال الوقوع، تحت أيّ ذريعة تقنيّة لا يسع المنطق لفظها.
في سالف عهدنا كانت القوانين والمجريات أشد حصراً ومنطقية، وما إنْ ولجنا عالمنا الرقمي هذا إلا وتناثرت الضوابط شذر مذر، وتشظى المفروض أشلاء ونتفاً تحت طائل التقنية، وبات من
...>>>...
كانت ثلاثُ «بُوسطات» تعملُ بين «الرّقة» و»تل أبيض».. واحدةٌ للطريق الشرقيّ المارّ بوادي البلخ وقرى بدو «عْنِزه».. والثانيةُ تأخذُ الطريق الغربي مروراً «بعين عيس» ثم قرى الأكراد.. والثالثةُ تسلكُ الطريق الوسطى مارةً بقريتنا «الجرن الأسود» التي أخذتْ اسمها من جُرنٍ أثري لدقّ الحبّ.. بالمناسبة قريتنا فيها من الآثار ما يُوحي أنّها كانت على الدوام مأهولة.. في قريتنا سواقٍ أثريّة من فخار،
...>>>...
في المجمل ثمة حقيقة واحدة تتفق عليها تعاريف العولمة رغم اختلافها وتعددها هي حقيقة انفتاح العالم على نفسه.
وبقطع النظر إن كانت العولمة تفتح العالم لتعيد رسمه على صورة أمريكية واحدة أو على صورة عالمية مشتركة، وبعيدا عن إن كان الإعلام أو شبكات الاتصال هي الريشة التي تعيد الرسم، ودون التوقف عند أي اقتصاد معرفي، فإن لكل مجتمع هواجسه تجاه العولمة وإن اختلفت في طبيعتها عن هواجس حكومته.
لقد نظر العلمانيون إلى دعوة الجابري: إلى استبدال العلمانية بالعقلانية انطلاقاً من عدم وجود كنيسة في الإسلام، بوصفها تأقلماً وخضوعاً لتوسع سلطان الإسلام السياسي من جهة، ومن جهة أخرى استجابة وتناغماً مع المقولة (القوموية) حول «الخصوصية»، وذلك بالتلاقي مع الأطروحة الرسمية الدولتانية العربية التي لم تفض في مآلاتها إلا عن خصوصية الاستبداد، حيث طرحت هذه «الخصوصية» كاشتقاق من الأدلوجة القوموية
...>>>...