«خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح» جملة علق بها حمزة الصيرفي المشرف على غاليري أثر، عند صدور الموافقة السامية الكريمة على مشاركة المملكة العربية السعودية ممثلة بوزارة الثقافة والإعلام في بينالي البندقية ابتداء من الدورة الرابعة والخمسين التي ستقام خلال العام المقبل 2011م. جملة اقتبستها عنوانا لأنها تقول الكثير جدا عن خطوة تختصر خطوات..خطوة تضع الفن في المملكة في عين العالم الفني الدولي وفي بؤرة المنافسة.
مالذي يعنيه أن يجتمع هذا المزيج الثلاثي الرائع.. بينالي فينيسيا.. المفوض العام الدكتور عبدالعزيز السبيل.. ودعم أرامكو.. أرامكو الشركة السعودية الأكثر عطاء في رعاية الإبداع بشهادة التاريخ!. الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام السابق..القيادة الأكثر إبداعا بشهادة التاريخ أيضا!.. وبينالي فينيسيا..البينالي الأهم في العالم.. بشهادة تاريخ يجاوز القرن حتى الآن. وأن يأتي كل هذا في وسط إبداعي مغمور بالكامل بالماء وبالفن. وبتنسيق جهة بحجم الهيئة العامة للاستثمار!. إنه التفاؤل وهو يرتب أجنحة ليحلق بعيدا في احتفال بهيج بنجاح يؤرخ لنفسه من قبل الحدث.. التفاؤل الذي يحضر بغزارته الفتية بمجرد نجاح دخول هكذا أطراف بهكذا تضافر..اختيارات تمنحنا فسحة للإعجاب بالحكمة الخلاقة وراء هذا الاجتماع الجميل.
تتضح أول بوادر الآلية الراقية للتنظيم والتي تدفع لمزيد ومزيد من التفاؤل باختيار السيدة منى خزندار أمينة قسم الفنون المعاصرة والتصوير الفوتوغرافي بمتحف معهد العالم العربي في باريس ونائبة رئيس مؤسسة المنصورية للثقافة والإبداع الغير هادفة للربح لتكون أحد قيمي المعرض المسؤولين عن ترشيح الفنانين واختيارهم.. امرأة ذات ذائقة وخبرة احترافية طويلة تليق بأن تكون البوابة المثالية للمشاركة في هكذا تعاون خلاق. امرأة نستطيع من خلالها تمييز مايدفعه التقاء الأطراف الصحيحة في الحدث المثالي الصحيح من خلق مستويات حقيق بنا أن نحلم بها ونصبو إليها.
إن تنبه الوزارة الفعلي على تغيرات أصابت المشهد الثقافي والفني العالمي وقفزها لموقف الملاحظ المنصرف لرصد ودراسة نجاحات الآخرين لا أكثر. هو إشارة لتغيرات عديدة وعميقة الأثر في البنية الثقافية الفنية في المملكة ذلك أنها تقدم نفسها كمؤسسة فاعلة في التداول الفني ودخولها في مناخ العولمة الناجحة ضمن إطار من المساواة والتبادل والاحترام جنبا إلى جنب مع كل دول العالم الأكثر حضارية وتأثيرا وقدرة على صنع الفن العالمي.
أخمن وأتمنى ألا أكون مخطئة أن هذه المشاركة بالذات هي انتقالة حقيقية لمستوى فنوننا.. انتقالة في مفهومنا للفن ليس على مستوى فردي بل على مستوى مؤسساتي حكومي مرن ومنفتح للاستفادة من القمم الخلاقة للخبرات المؤسساتية لدينا.. إنها الخطوة التي نعول جدا على قيمتها وتأثيرها في أجيالنا القادمة من الفنانين ورعاة الفن ومحبيه.
- الرياض