تحدثت في مقالتي السابقة عن حضور فكرة التشكيك في ظواهر الأشياء عند دلال جازي في ديوانها تشريح الأرنب الأبيض ومحاولتها الغوص إلى ما تحت الظواهر، وأشرت إلى تكرر فكرة المكيدة والخديعة في الأشياء والأفكار التي تبدو بوصفها مسلمات، تقول في قصيدة بعنوان (كافكا يكتب على الجدران) مدمجة العنوان ليصبح جزءًا افتتاحيًا من القصيدة:
|
«بالقدر الذي يقتضيه الأمر - صدقنا - لكن العشب نحاس - والغد مكيدة!».
|
|
|
تستخدَمُ في الدّراسات الأدبية اليوم، في مختلف الجامعات ومؤسّسات البحث بمعظم أنحاء العالم، مناهج شتى تستمدّ كيانَها من نظريات معرفيّة كبرى متعددة وعلوم إنسانية كثيرة ومتنوّعة. من هذه المناهج ما انبنى على مذهب من المذاهب الفلسفية كالوجودية مثلا ومنها ما تأسّس على مذهب من المذاهب العقائديّة أو نظريّة من النظريات كالماديّة التاريخيّة أو علم من العلوم الإنسانية كالتحليل النفسانيّ أو علم
...>>>...
|
|
|
|
يا أنتِ يا ملَكاً يعودُ كما الهلالِ وقلتُ غابْ.
|
يا خفقَ أجنحةٍ تُهادنُ ثمّ تعلو
|
يا وجهَ شمسٍ قدْ تحجّبَ بالسحابْ.
|
يا طفلةً يحمرّ خداها إذا شاغبْتها:
|
وأسئلةً تُثارُ على مشارفِ دهشةٍ
|
ونموّ أشجارٍ على أطرافِ صحراءٍ يبابْ.
|
يا أنتِ يا لحناً كأحلامِ الطفولةِ
|
|
|
|
قلت في الموضوع السابق إن الحقيقة لا يمكن حصولها إلا عبر تحقيقها الإضافة ؛لأن الإضافة هي التي تصنع المعرفة،كما قلت إن خاصية «الإخبار» في المعرفة التي يُصّدرها لنا الدين وفق المذهب العقلي و العلماني لا تُعد حقيقة وفق الوصف الوظيفي للإضافة. باعتبار أن الحقيقة عند الشعوب ذات التفكير الديني تُستمّد من الكتب السماوية التي صاحبت الحركة الدينية الأولى
...>>>...
|
|
|
|
يكاد الماء أن يسيل في الكثير من قصص جبير، ابتداءً من احتلاله واجهة إحدى مجموعاته، واستطراداً بتسمية بعض قصصه، مثل «الوجه الذي من ماء»، و»الماء الماء.. الماء»، و»الماء»، وكذلك في وجوده كعنصر أساس في مواد تشكيل النص وإغناء دلالاته أو صراعها، في قصص أخرى، مثل «مشكلة بسيطة».
|
ولعل «دال» الماء، سواء في صيغته المباشرة، أو في تعالقاته بدوال مماثلة،
...>>>...
|
|
|
|
لا يريد الأستاذ عبدالمحسن الحقيل أن يشتكى من حيف ألمّ به؛ ولكن حُقّ له أن يشتكي من حيف ألمّ بأبنائه الطلاب، وابننا عبدالمحسن شاعر مرهف، رقيق حواشي اللفظ، يزاول التعليم بعد أن أتقن التعلّم في جامعة الملك سعود، ولست أنسى كيف ردّني بأدب ولطف إلى ما انسقت فيه من خطأ، ثم إني قرأت له ما كتبه في المجلة الثقافية (الخميس 15, جمادى الآخرة 1434 العدد
...>>>...
|
|
|
|
لطالما شكلت الكبسة، نعم الكبسة التي هي أكلة سعودية، شكلت بالنسبة لي عالماً عصياً على الفهم، لا يمكن ولوجه بسهولة، كما لا يمكن فهمه وسبر أغواره. إذ لغاية اللحظة، لم أستوعب كيف يتحول طبقٌ، مكوناته الرئيسية، هي الأرُز ولحم الضأن وبعض التوابل، الى طبقٍ وطني يجمع حوله كافة أفراد المجتمع دون تفرقة أو تمييز.
|
كيف بعد أن يدلق في الطبق الكبير الدائري، يصمت الجميع وتتحرك الأيدي بشكل منظمٍ لا
...>>>...
|
|
|
|
أولى مراحل اغتصاب الحقيقة تتمثل في تعريتها من سلاسل ارتباطاتها بالواقع المعاصر من جهة، وخلفياته التاريخية من جهة أخرى. كما يقوي هذا الحدث أيضاً انتصاب الحكم والتصنيف، قبل أن يكتمل التصور، وربما بمعزل عن جميع مكوناته.
|
عزل أصيل ومبتكر، هو ذاك الذي يمارسه الناس في مرحلة الاغتصاب الأولى؛ يتفننون في إيراد الحكم، ويتفذلكون في وصف الواقع (ماضياً
...>>>...
|
|
|
|
كُلّما مرّت أزمة سياسيّة بالمنطقة العربيّة تكاثرت معها أزمات أخرى -كان المتفائلون يظنّون أنّها ولّت إلى غير رجعة، وبعضها مسائل معلّقة منذ زمن الاستقلال - وتأكّد خواء العمل السياسي العربي في معالجة الأزمات والاستفادة منها، بينما الذي يحدث ويتكرّر هو الإقامة والتأقلم في الأزمات، أو توهّم معالجتها عبر حلولٍ جاهليّة أبسط ما فيها التقسيم، ولكم أنّ حُرمةَ السِّلْم الأهلي في المنطقة
...>>>...
|
|
|
|
ما هو السر الذي يختبئ بين ثنايا السفر؟ ومالذي يحدث لأرواحنا عند عتبات المطارات؟
|
سؤال طفولي أعرف وأعترف .. ولكنه بقدر ما يمر مروراً عابراً في الذهن بقدر ما هو سؤال يلازمني كثيراً في الآونة الأخيرة رغم أنه يفصلني عن الطفولة سنوات كثيرة وأيام تزدحم فيها الذكريات والكثير الكثير من السعادة والتعب، والتعب والسعادة.
|
|
|
|
في تعريف موسوعة (ويكيبيديا) لمسمى (مؤتمر) تقول: (هو تجمّع ثقافي تحت عنوان أو موضوع محدد يدعى إليه المتخصصون في مجال ما ويقدمون أبحاثاً وأوراق عمل تعالج قضية ما..) وتختم تعريفها بأنه (عادة ما ينتهي المؤتمر بتوصيات، وتكون أول توصية هي: شكراً للجهة المنظمة للمؤتمر)!
|
أما عن (المؤتمر الصحفي)، وهو موضوع مقالتي هذه، فتقول ويكيبيديا: (هو عبارة عن اجتماع بين الصحفيين من جانب وشخص أو عدة أشخاص من
...>>>...
|
|
|
|
هذا كتاب ضخم يقع في حوالي (600) صفحة صدر قبل سنوات وألفه المؤرخ العراقي د. سيار الجميل، وهو كتاب مهم لأنه علمي موثق كتبه أستاذ جامعي، ووثقة بالعشرات من المصادر العربية والأجنبية، ولأنه يفكك شخصية صحفية كانت لامعة في الماضي، ولكنها تهافتت في الأكاذيب، وانكشفت في السنوات الأخيرة وفقدت مصداقيتها عند القراء وحتى المشاهدين لمقابلاتها في التلفاز، إن الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل الذي شغل
...>>>...
|
|
|
|
حين حلّقت بنا الطائرة ذات ليلٍ من إسطنبول إلى القاهرة، كانتِ الأرض تبدو سماءً مقلوبةً فلا شيءَ يبدو من هذا العلوّ الشاهق سوى أضواء مشعّة تلوّح بها المدينةُ للعابرين في طيران الليل، ولربّما تبادلتِ الأرضُ والسماءُ الأدوار لساعاتٍ محدودةٍ، فالتحرّر من الجاذبيةِ يعني أن تحظى بمساحاتٍ شاسعةٍ وتصير السماءُ لك والأرضُ أيضاً، وأنت بينهما مبتعدٌ لتقترب!
|
> وفيما يبدو أدرك أنطوان دو سانت أكزوبيري هذه
...>>>...
|
|
|
ويصل روسو إلى الحديث الماتع عن تجربته في الكتابة الأدبية، والرسائل التي أراد أن تصل للقارئ فيشعر بمسؤولية أكبر تجاه مهنة الكتابة إذا ما التزم بها: «كنت أشعر بأن الكتابة من أجل كسب العيش، لن تلبث أن تخنق نبوغي، وأن تقتل موهبتي التي كانت في قلبي أكثر مما كانت في قلمي، والتي لم تنبعث إلا من أسلوب في التفكير راق، أشم، هو وحده القادر على تغذية تلك الموهبة» ص914. «لقد كنت أشعر دائمًا أن مكانة المؤلف لا
...>>>...
|
|
|
حينما تُطرح في بعض التجمعات الثقافية والأدبية بعض الحوارات في موضوعات شتى ومتداخلة، تجد نفسك في وسط كم هائل من المصطلحات والمعلومات، نتيجة مجموعة من المداخلات الثرية، التي قد تزيد من المحصلة الثقافية التي تمتلكها، وقد تخرج من هذه الحوارات والنقاشات بعض النظرات التائهة والفضولية إلى جوانب بعيدة، ربما لا تحمل نفس الهدف والغاية، ولكنها قد تلتقي في محطات تقاطع ..! ومن خلال هذه التقاطعات
...>>>...
|
|
|
|
كنت في الجزء السابق أشير إلى أهمية الدعاية والإعلان في ثقافة السياحة، وأؤكد على التخاذل الذي تجده السياحة في وطننا الحبيب من هذه الناحية، وبإمكانك التأكد من هذا الكلام من خلال سؤال مَن بجانبك عن أهم المناطق السياحية في بلده، وأصغ لما سيقول! بل تأمل في شوارعنا المزدحمة وانظر إلى الإعلانات المنتشرة في كل ناحية منها وأخبرني عن نسبة الدعاية
...>>>...
|
|
|
|
حين تُدَكّ مدينة في نقطة على خط طول أو دائرة عرض على استدارة هذه الكرة, حين تُدَكّ هل تموت حقاً؟! أم تحيا في مكان آخر؟!
|
أو هل تموت مدينة لم نعد نريد أن نحبها كما يقول (بريتون) (1):
|
«ماتت المدن التي لم نعد نريد أن نحبها»؟!
|
أتساءلُ وأنا أذهب إلى مسافة شاسعة بأن المدن التي لا تموت ولا تحيا مدن طارئة على جغرافية الزمان وحده, وإلاّ فالأمكنة الحقيقية لا تعترف بالاحتضارات المقسطة حين يكون الاتفاق
...>>>...
|
|
|
تطوّرت صناعة الصّورة في العقدين الأخيرين تطوّراً مذهلاً، وذلك بفضل إنتاج أجيال جديدة من الكاميرات التي تتمتّع بتقنيات عالية. ليس هذا فحسب، بل إنّ انتقال الصّورة من مكان إلى مكان على سطح الكوكب أصبح أمراً متحقّقاً، ويتمّ إنجازه بوقت قصير جدّاً، ممّا سمح بتداول الصّورة على نطاق واسع للغاية.
|
بفضل هذه الطّفرة النّوعيّة التي حقّقتها الصّورة، أصبح لدينا في الأرض ما يشبه العري الكوني، فقد أصبح
...>>>...
|
|
|
|
|
|
|
صفحات العدد
|
|
خدمات الجزيرة
|
|
اصدارات الجزيرة
|
|
|
|