يمثل الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة وخدمة المعاقين جانباً مهماً من أولويات واهتمامات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وشخصيته الإنسانية، ورؤيته - أيده الله - لأهمية استثمار قدرات فئات المواطنين كافة في مسيرة تنمية المجتمع، وقناعته بأن الجميع شركاء بالحقوق والواجبات في كل الأحوال.
فعلى صعيد اهتمام خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بقضية الإعاقة، ودعمه احتياجات المعوقين كانت البداية قبل أكثر من أربعة عقود مع توجيهه - رعاه الله - حينما كان أميراً لمنطقة الرياض، ببدء أنشطة جمعية الأطفال المعوقين من أروقة جمعية البر بالرياض، إلى جانب تقديم الدعم المالي لمشروع الجمعية الأول، في إطار عنايته الكريمة، الذي استشرف بحسه الإنساني أهمية أهداف الجمعية تجاه هذه الفئة الغالية من الأطفال، وضرورة برامجها العلاجية والتعليمية والتأهيلية لمساعدتهم على الاندماج في المجتمع.
وكانت الخطوة التالية هي إنشاء مركز متخصص لتقديم الخدمات المجانية للأطفال المعوقين وبدعم منه - رعاه الله - حصلت الجمعية على الأرض التي أقيم عليها مشروع مركز الرياض، بتبرع من مؤسسة الملك فيصل الخيرية، ومع بدء أعمال الإنشاءات والتجهيزات في أول مراكز الجمعية، كان له - حفظه الله - إسهامات عديدة في العناية بهذا المركز الوليد، إلى أن افتتحه نيابة عن الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - في 9 - 2 - 1407هـ.
ومنذ ذلك التاريخ تواصلت الرعاية الكريمة من قبله - حفظه الله - للجمعية بدون انقطاع، حيث رعى نيابة عن الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - المؤتمر الأول للإعاقة والتأهيل الذي نُظّم خلال الفترة من 13 إلى 16 - 5 - 1413هـ، وصدر عن المؤتمر عدد من التوصيات المهمة وحظيت بموافقة المقام السامي، وأحدث انعقاد المؤتمر تأثيرات إيجابية واسعة المدى في مستوى الخدمات المقدمة للأطفال المعوقين منها النظام الوطني للمعوقين الذي أصدره مجلس الوزراء بدعم مباشر منه - حفظه الله - .
وامتدادا لدعم الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - للجمعية تبرع نيابة عن الجمعية الخيرية الإسلامية بعدد من قطع الأراضي التي كانت تملكها لجمعية الأطفال المعوقين.
وكان مما شرفت به الجمعية أن وافق - رعاه الله - على قبول جائزة الجمعية للخدمة الإنسانية لعام 1415هـ تكريماً لشخصيته وتقديراً لعطائه المستمر ودوره المتميّز في تواصل مسيرتها.
وتفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - برعاية المؤتمر الدولي الثاني للإعاقة والتأهيل خلال الفترة 26 إلى 29 رجب 1421هـ، وشهد ختام المؤتمر صدور الموافقة السامية على النظام الوطني لرعاية المعوقين، ذلك النظام الذي خطا مشروعه بدعم ومساندة لا محدودة منه - أيده الله - .
ويعد مركز الملك سلمان لرعاية الأطفال المعوقين بحائل تفعيلاً لمنظومة متكاملة من الأهداف، أبرزها امتداد مظلة الخدمات المتخصصة والمجانية إلى مناطق المملكة كافة، وفقاً لاحتياجات تلك المناطق، وفي ظل الدعم المميز الذي حظيت به الجمعية منه - رعاه الله - فقد تفضل برعاية افتتاح المركز، وقدم تبرعاً كريماً لإنشاء مسجد بجوار المركز.
وكان ولا يزال - حفظه الله - داعما رئيسا لكل استراتيجيات وخطط رعاية المعوقين، وتجسد ذلك في رعايته - أيده الله - حفل وضع حجر أساس مركز جمعية الأطفال المعوقين بجنوب الرياض.
كما رعى - أيده الله - المؤتمر الدولي الرابع للإعاقة والتأهيل الذي أقيم بالرياض خلال الفترة من 25 إلى 27 ذي الحجة 1435هـ.
أما علاقته - أيده الله - بمركز الملك سلمان بن عبدالعزيز لأبحاث الإعاقة فهي صورة أخرى من إيمانه العميق بدور العلم في مواجهة قضايا المجتمع، والإسهام في تنمية الإنسان، فعلى مدى أكثر من عقدين من الزمن حظي المركز ومنذ أن كان فكرة إلى أن أصبح واقعاً بدعمه ومساندته - أيده الله -.
كما تبنى خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - فكرة إقامة مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة ليُعنى بثراء البحث العلمي في مجال الإعاقة وتطبيق نتائجه في حقول الوقاية من الإعاقات من جهة وتطبيقها في رعاية المصابين من جهة أخرى.
وقدم - أيده الله - منحة مالية لتأسيس المركز قدرها عشرة ملايين ريال، كما قبل مشكوراً الرئاسة الشرفية لهذا المركز وتابع عن كثب خطط عمل المركز بنشاطاته المختلفة ولهذا لم يكن من المستغرب أن يبادر بتخصيص مقر للمركز بحي السفارات بالرياض.
كما تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - برعاية افتتاح مقر المركز في 27 - 7 - 1417هـ، وتكريم الجهات العلمية والأكاديمية والأشخاص الذين أسهموا في خدمة المركز ورسالته السامية التي يضطلع بها المركز الخيري الذي يعد أول مركز من نوعه في المملكة والوطن العربي، ويهدف إلى تنشيط البحث العملي الذي يسهم في الحد من مشكلات الإعاقة من خلال وضع الأسس والمعايير الصحية الوقائية اللازمة للحد - بمشيئة الله - من هذه المشكلة، ومعالجة أسبابها في مراحل مبكرة وتأهيل المعوقين للقيام بدور فعال في المجتمع، ليكونوا جزءاً منه ومشاركين في بنائه وازدهاره.