محمد العشيوي - «الجزيرة»:
شهدت المملكة منذ تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في عام 2015، العديد من الإنجازات الوطنية والتحولات الكبرى، التي انعكست على جميع الأصعدة، ولعبت الأعمال الفنية الوطنية جزءاً مهماً في التعبير عن هذه الإنجازات التي ترافق السعوديين في المناسبات الوطنية والاحتفالات الكبرى.
وقد أبدع الفنانون السعوديون في تقديم أعمال فنية إبداعية تمثلت في نقل الرسالة الوطنية للقيم السعودية، والتفاني في حب الوطن والولاء والانتماء وأسهمت من خلالها بالنماء والاعتزاز بكلمات هذه الأعمال التي تحاكي مشاعر الفخر.
تعد أغنية (سلمان الشهامة) من أولى الأعمال الوطنية التي تغنت في عهد خادم الحرمين الشريفين بلحن معاصر ومهيب يضيف على إحساس العمل الوطني الهيبة والشموخ والعزة، وتحمل بكلماتها رسالة فخر ومقطوعات تتصف بالشهامة والفخر كتب كلماتها الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد، وتغنى بها الفنان حسين الجسمي، وتسلط الضوء على وصف شخص الملك وحكمته وقوته وتعبر عن حب الشعب السعودي وولائه للقيادة الرشيدة، وفي كلماتها:
مهابٌ في الأنام طويل قامة
قديمُ قديم عهدٍ باستقامة
مثيلُ أبيه أشباهاً وفعلاً
عصي الوصف سلمان الشهامة
له من كل مكرمة علاها
له المجد التليد له الزعامة
فريد اللطف في يسرٍ وعسرٍ
ويسبق فعله عطفاً كلامه.
واستمرت الأعمال الوطنية لتكون شاهدة وحاضرة في المشهد الثقافي السعودي، ومستمدة من تراثها المحلي والمكنوز الغني بشكل كبير في الكلمات والألحان، وتؤكد التزامها بالقيم الوطنية الراسخة في وجدان السعوديين والتعبير عن الولاء للقيادة الرشيدة ومواكبة ما يحمله الوطن من رسائل عظيمة، وتعد أغنية «أنت ملك» واحدة من الروائع الوطنية التي كتبت للملك سلمان من كلمات الشاعر واحد التي قدمها رابح صقر وفي مقدمتها: «أنت ملك .. من قبل لا تصبح ملك».. امتدح بها الشاعر (واحد) مقام خادم الحرمين الشريفين، وعبر من خلالها عن دوره العظيم عندما كان أميراً لمنطقة الرياض ودوره وأثره خلال أكثر من نصف قرن قبل توليه الملك، هذا العمل الذي يفتخر به السعوديون كافة لتصبح واحدة من أبرز الأعمال الوطنية في السنوات العشر الأخيرة.
كما أن أغنية «عاش سلمان» كانت وما زالت حاضرة لدى الصغار والكبار واحدة من الأعمال الوطنية التي عاشت في ذاكرة السعوديين وواكبت التطورات الراهنة والمنجزات التي تحققها المملكة العربية السعودية يوما بعد يوم والتي قدمها النجمان راشد الماجد وعبدالمجيد عبدالله في عام 2016، وحقق العمل الوطني تأثيراً شعبياً واسعاً لجمال كلماتها الحية وروحها الوطنية الراسخة لدى الأجيال، وهنا يأتي دور الأعمال الوطنية ورسوخها وتأثيرها الذي يشكل التلاحم بين الشعب وقيادته الرشيدة.
وتعد أغنية «سيوف العز» التي قدمها الفنان عبدالمجيد عبدالله واحدة من الأعمال الوطنية التي تقدم صورة ملحمية عن القوة والعزة التي تتمتع بها المملكة تحت قيادة الملك سلمان، وتتحدث الأغنية عن إنجازات المملكة وأهدافها الطموحة تحت رؤية 2030، التي يشرف عليها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وتتزين الأعمال الوطنية بأغنية «سلمان يا وجه السعد» هذا العمل الذي يصف الملك سلمان قائدًا يجلب السعادة والخير للوطن، وتصفه بأنه «وجه السعد» الذي قاد المملكة نحو فترة ازدهار وتطور، كلمات العمل الوطني مؤثر ويعزز من مشاعر الولاء لدى السعوديين، العمل من كلمات معالي المستشار تركي آل الشيخ وغناء رابح صقر وفي كلماتها:
سلمان يالقدر الرفيع
سلام يا وجه السعد
سلمان يا سور المنيع
سلام يا عز البلد
حنا تحت ظلك جميع
يا ذخرنا يا أبوفهد
سلمان يا خير وربيع
لك السماء برق ورعد
احتفال أهالي المناطق الشمالية
وكان لأوبريت عوافي الذي قدمه فنان العرب محمد عبده تأثير كبير ضمن احتفال أهالي منطقة تبوك الذي أقيم في نوفمبر من عام 2018 وترك صدى واسعا، وكتب كلماته الأمير الراحل بدر بن عبدالمحسن وذلك احتفالا وابتهاجا بزيارة مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان إلى تبوك، حيث صاغ كلماته البدر وظل خالداً ضمن الأعمال الوطنية التي ألقيت أمام الملك سلمان، وتتميز بكلماتها العميقة والمعبرة التي تجسد الفخر والاعتزاز بالمملكة العربية السعودية، كلماته ترتكز على الوحدة الوطنية، والقوة والعزيمة التي يتمتع بها الشعب السعودي، إضافة إلى الاحتفاء بتاريخ المملكة العريق وتطورها الحضاري تحت قيادتها الحكيمة، وقدمه محمد عبده بصفته أحد أبرز فناني المملكة والعالم العربي، وتفنن بالعمل الوطني بأسلوبه المتميز الذي يجمع بين الصوت القوي والأداء الرصين، أداؤه منح الأوبريت بعدًا إضافيًا من العمق والشعور الوطني، حيث تتصاعد الإيقاعات بالتزامن مع تصاعد الكلمات الوطنية المؤثرة، إضافة إلى أوبريت (وقفة فخر) الذي تغنى به كل من فنان العرب محمد عبده، رابح صقر، وماجد المهندس، من كلمات الشاعر فهد المساعد، قدم فيه النجوم أداءً رفيعاً، وكان عمل (وقفة فخر) الشامخ بمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمنطقة الحدود الشمالية في نوفمبر 2018، حتى طالت الزيارة منطقة حائل في احتفال بهيج وكبير، وقد أحيا الأوبريت في ذلك الوقت الفنان راشد الفارس احتفاء بهذه المناسبة.
وكان لمنطقة القصيم حضور زاه عندما شرّف خادم الحرمين الشريفين وولي العهد المنطقة بحفل استقبال أهالي القصيم الذي تضمن أوبريت (تباشير الخير) الذي احتوى على عدد من الصور عن تاريخ المملكة إبان عهد المؤسس (رحمه الله) والوحدة الوطنية وتاريخ منطقة القصيم، وأسهمت هذه الزيارات والاحتفاء الثقافي والوطني الكبير بها في تعزيز روح الوطنية والتفاخر بالإنجازات التي تحققت في ظل الملك سلمان، وتؤكد الدعم الكبير لرؤية 2030، حيث تمثلت الأعمال الوطنية برمز لفخر السعوديين بالإنجازات التي تحققت في ظل قيادته، وقد كانت محط اهتمام كبير في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
الأعمال الوطنية.. تلاحم وولاء وانتماء
تعد الأعمال الوطنية تحفة فنية وثقافية تعبر عن الحب العميق للوطن، والتي تعكس مزيجاً من التراث والمستقبل. وشكلت الأعمال الوطنية في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز حجر الزاوية في المشهد الثقافي السعودي، حيث عبرت عن الولاء، الفخر، والانتماء للوطن، هذه الأعمال الفنية لم تكن مجرد أغاني، بل كانت رسائل وطنية تعكس تطلعات المملكة في ظل قيادة حكيمة.
ومع استمرار تطور المملكة وفق رؤية 2030، تستمر الأغاني الوطنية في لعب دور أساسي في تعزيز الهوية الوطنية، وتحفيز المواطنين على المشاركة في بناء مستقبل مشرق للمملكة العربية السعودية، وفي العام 2015 تغنى الفنان راشد الماجد بأغنية سلمان الإمام التي تتحدث عن المنجزات الوطنية التي قدمها الملك سلمان في عهده الزاهر.
وواكبت الأغنية الوطنية التطورات الراهنة، فأتقنت التعبير عن مشاعر المواطن ، ومن أبرز الأغاني التي سجلت حضورها في عهد الحزم والعزم أغنية «حنا رجال أبو فهد» من كلمات صالح الشادي، وأيضاً أغنية حملت عنوان «عاصفة الحزم» التي أتبعها بأغنية ثانية حملت عنوان «أبشري يا دار» من كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن أيضاً، وغناء محمد عبده كما تغنى مع راشد الماجد في تأدية «ديو» بعنوان «حيّوا الجيش السعودي».
وهناك أيضا أغنية «سمو المجد» من كلمات تركي آل الشيخ وغناء راشد الماجد. كما أصدر الفنان رابح صقر أغنية «لبّينا المنادي» من كلمات سعود البابطين وألحان ياسر بوعلي، وأدى الفنان عبدالمجيد عبدالله أغنية «لك عهد جديد» من كلمات تركي آل الشيخ وتلحين نواف عبدالله.
تأثيرها على المستقبل
عززت الأعمال الوطنية في عهد الملك سلمان من الروح الوطنية حتى أصبحت منبرًا للتغني في رؤية 2030، بكلماتها في الأغاني التي غالبًا ما تشير إلى الطموحات الكبرى للمملكة في مجالات الاقتصاد، التطوير المجتمعي، والازدهار الثقافي، والكثير من الأغاني الوطنية التي صدرت في هذه الفترة ربطت بين الولاء للقيادة والدعم للمشاريع الوطنية الكبرى مثل مشروع نيوم، ومشاريع الطاقة المتجددة، وتطوير البنية التحتية، وغيرها، وركزت العديد من الأغاني الوطنية في عهد الملك سلمان على دور الشباب السعودي في تحقيق مستقبل المملكة معبرة عن مصدر إلهام للشباب، حيث تغرس فيهم قيم الولاء والطموح، وتحثهم على المشاركة الفعالة في بناء الوطن.
وتستمر الأغاني الوطنية في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز في التأكيد على القيم الوطنية الراسخة، وتجسد تطلعات المملكة في ظل رؤية 2030. ومع استمرار هذه الأعمال في التأثير على المجتمع السعودي، تبقى رمزًا للفخر والولاء للقيادة، وتجسد التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة في جميع المجالات، وسجلت الأعمال الوطنية الإنجازات الكبيرة التي تحققت في المملكة، وتركز على هذه الإنجازات التي تُلهم المواطنين بمستقبل مشرق، وتعزز ثقتهم في قدرة الوطن على المضي قدمًا في هذا النوع من الأغاني التي تخلق تلاحمًا قويًا حول الرؤية والطموحات الوطنية المشتركة.
وشهدت الأغنية الوطنية السعودية نهضة كبيرة، إذ أصبحت أكثر من مجرد كلمات وألحان، بل تحولت إلى رمز للفخر والانتماء والتلاحم بين القيادة والشعب.
والأغنية الوطنية في هذا العهد تحمل في طياتها روحًا جديدة تمزج بين الإرث التاريخي والثقافي للمملكة، وبين الرؤية الطموحة لمستقبلها، خاصة في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها الوطن.
وقد جسدت الأغنية الوطنية السعودية مشاعر الشعب تجاه الملك سلمان، حيث ركزت على حكمته، إنجازاته، وقيادته الحكيمة التي قادت المملكة إلى مرحلة من الازدهار والاستقرار، والكلمات في هذه الأغاني تعكس التقدير العميق الذي يحمله الشعب لقائده، وتنقل رسالة واضحة عن الحب والولاء للقيادة الرشيدة، ولم تعد الأغنية الوطنية مجرد احتفال بالأمجاد الماضية، بل أصبحت أيضًا وسيلة لتوثيق التحولات الوطنية الكبرى التي تحدث في المملكة، وفي عهد الملك سلمان، وركزت الأغنية الوطنية على تعزيز الهوية السعودية والاعتزاز بها سواء من خلال الإشارة إلى التاريخ المجيد أو من خلال التطلع إلى المستقبل، وتأتي الأغاني الوطنية لتعكس التنوع الثقافي والتراث العريق للمملكة، وفي الوقت نفسه، تسلط الضوء على الهوية الوطنية الحديثة التي تتشكل في ظل هذا العهد.