الحديث عن تاريخ الوطن هو حديث القلوب والنفوس حين تسكب أغلى ما فيها، وتُسطِّر أروع أحاسيسها، وتنقش حروف الحب والوفاء، وتشدو بأرق الكلمات التي عرفها اللسان والبيان؛ إنه حديث لا تجمُّلَ فيه، ولا تصنُّع ولا افتعال، بل هو حديث اعتزاز وافتخار تستنشق الأرواح من خلاله عبق التاريخ الشامخ الذي سطَّره الأجداد بمداد من أريج البطولة والمجد اللذين اهتزت لهما جنبات العالم، وانزاحت عصور التخلف والجهل.
ويأتي الأمر الملكي الذي أصدره سيدي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- باعتماد الثاني والعشرين من شهر فبراير من كل عام إجازة رسمية ومناسبة للاحتفال بتأسيس الدولة السعودية -رعاها الله- تذكيراً بمكانة الدولة السعودية التي أسسها قبل ثلاثمائة عام الإمام «محمد بن سعود» -رحمه الله - فكانت عزاً بعد ذل، ووحدة بعد فرقة، وألفة بعد نفرة، ولا تزال هذه الدولة المجيدة تسابق الزمن في حيازة المجدِ من أطرافه، والعلياء من أقطارها.
فلا يسعنا إلا أن نُجِلَّ ونحترم ونقدِّر هذه الجهود التي تبذلها دولتنا وولاة أمرنا في كل ميدان، وما شيَّدوه من صروح الحضارة والعلم بروح مفعمة بالأمل والتطلع إلى مستقبل واعد يضع الدولة السعودية موضع الصدارة والريادة دائماً.
والله نسأل أن يديم على هذه البلاد أمنها ورخاءها وعزها واستقرارها.
** **
- د. محمد بن مرضي الهزيل الشراري