الزمن هو أحد مكونات اللُّغات الإنسانيَّة، لذا فرَّق اللّغويونَ بين الاسم والفعل على وجه العموم من خلالِ جانبينِ:
- الدِّلالة الزمنيّة.
- دلالة الثبوت أو التجدد.
لكنَّ الزمان لا يصلح أن يكون حاسماً بين الفعل والاسم؛ لأنَّ بعض الأسماء تدلُّ عليه دلالة عارضة، كالمصدر، واسم الفاعل، واسم المفعول، نحو قوله تعالى: (و إذ قال ربك للملائكة إنّي جاعلٌ في الأرض خليفة) إذ دلَّ اسم الفاعل (جاعل) على زمن المستقبل دلالة عارضة من خلال سياق الآية؛ لأنّ اسم الفاعل (جاعل) قد يدلُّ على زمنٍ مختلفٍ في سياقٍ آخر.
وقد يكون الزمنُ مقيداً للمستقبل عن طريق السياق كما في الآية السابقة، وقد يتقيد للحاضر عن طريق الظرف كقوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم)، ويتقيد على سبيل حكاية الماضي كما في قوله تعالى: (وجاء رجلٌ من أقصى المدينة يسعى)، ويتقيد –أيضاً- للحال أو المستقبل عن طريق العمل (الإعراب) كما في (زيدٌ ضاربٌ عمراً).
ويكون ممتداً مطلقاً كما في قوله تعالى: (إن الله كان عليماً حكيماً) وهو ما يُسمى بالزمن المطلق السياقيّ؛ الَّذي يحدده السياق، ونحو قوله تعالى: (الذين يؤمنون بالغيب) في الماضي والحاضر والمستقبل، ومثله قوله تعالى: (لم يلد ولم يولد)، ونحوه قوله تعالى: (إنَّ الله فالق الحبّ والنوى* يخرج الحيّ من الميت* ومُخرج الميَّت من الحيّ) ولعلّه يكون زمناً رابعاً.
واشترط اللُّغويون القدماء لإعمال اسم الفاعل المجرد من (أل) أن يدلَّ على زمن الحال أو المستقبل كما في (زيدٌ ضاربٌ عمراً) أو (زيدٌ ضاربٌ عمراً الآن أو غداً) ولا تقل (زيدٌ ضاربٌ عمراً أمس) بل على الإضافة (زيدٌ ضاربُ عمرٍ) أو (زيدٌ ضاربُ عمرٍ أمس) إلا إذا كان على سبيل حكاية الحال، كقوله تعالى: (وكلبُهم باسطٌ ذراعيه بالوصيد) فعلى الإعمال.
وهذا يدلُّ على أهمية السياق (القرائن اللّفظيّة والمعنويَّة)، وكذلك الإعراب عند اللُّغويين القدماء في تحديد الزمن.
وتتفق الصيغة والجملة على زمنٍ ماضٍ كما في (كان محمدٌ غائباً) وقد يختلفان فيصبح الزمن مطلقاً كما في (إن الله كان عليماً حكيماً) ويجتمع فعلانِ في جملةٍ واحدةٍ مختلفان في الزمن فيكون الزمن للأول الماضي في (كان زيدٌ يتكلَّمُ).
وهناك زمن -لعلَّه الخامس- الماضي المتصل بالحاضر عن طريق الفعل مثل: (طال انتظار محمدٍ) وزمن – لعلَّه السادس- الحاضر المتصل بالماضي عن طريق الأداة مثل:( لم يكتب زيدٌ) وزمن – لعلّه السابع- الحاضر المتصل بالمستقبل عن طريق الأداة مثل: (لن يتكلّم زيدٌ).
وعلى هذا نفرق بين الزمن في الأسماء والزمن في الأفعال من خلال الجدول الآتي:
زمن الأسماء
زمن الأفعال
1
زمن عارض من خلال السياق
زمن وضعي
2
يحدد من خلال السياق غالباً
من خلال الصيغة أو الجملة وقد يتفقان أو يختلفان.
3
زمن عام يخصص عن طريق القرائن اللَّفظيَّة والمعنويَّة (دلالة تغليب)
زمن خاص.
** **
- د. فهد بن سالم المغلوث