بدءا وحتى تتضح الصورة تماما، وأقطع الطريق على قضاة النيات،ومحاكمي الكتابات، فإني لم أدعَ بأي صفة كانت إلى أي فعالية من الفعاليات المبهجة التي قدمتها مشكورة وزارة الثقافة خلال الأشهر القليلة الماضية (لابصفتي شاعرة ولا روائية) ؛ ولذا فإن حديثي ينطلق من مجرد المتابعة والحضور الافتراضي لبعض هذه المناشط والفعاليات والتي حولت ساحتنا الثقافية إلى لوحة من العمل الثقافي النوعي المبهج، فمن «قافلة النخيل» الشعرية التي انطلقت من الأحساء بجهود «أكاديمية الشعر» بالتعاون مع الوزارة إلى «المعتزلات الكتابية» التي تعلن عنها باستمرار وزارة الثقافة بشكل مستمر (وتمنح هذه المعتزلات التجارب الشعرية والسردية حالة خاصة من التأمل والحوار والاستفادة والإفادة بين الأسماء المتنوعة) إلى ملتقى الأدباء الثالث الذي حل في «حائل» الكرم والجود والتاريخ المضيء بفعل الإنسان العربي الأصيل، إلى «معرض الكتاب2023» والذي شددت الرحال إليه بصفة شخصية حبا وإيمانا بأهمية هذه المعارض لكل كاتب و أديب؛ فوجدته علامة بارزة من علامات النجاح مساحة وتنظيما وحضورا للفعل الثقافي المنتج ، فأقمت في فندق قريب من المعرض وترددت عليه مرارا ، أقطف من شذرات الكتب حينا، وأتزود من الفعاليات المقامة حينا آخر...
شكرا لوزارة الثقافة ولأميرها الشاب المبدع الأمير بدر بن عبدالله الفرحان الذي لا يحضر في الإعلام بشخصه فقط، ولكنه يحضر بفعله وأثره ،وما أجمل وأنبل هذا الحضور.
شكرا لهيئة الأدب والنشر والترجمة ومديرها التنفيذي محمد حسن علوان الذي يترجم نجاحه الإبداعي بنجاح عملي في أنشطة شاملة متواصلة، وشكرا لجمعية الأدب التي انطلق نشاطها على بركة الله مؤملين أن تواصل نجاحاتها وهي تضم في مجلس إدارتها وجمعيتها نخبة من الأساتذة والزملاء والزميلات الذين لهم تاريخهم وخبرتهم بقيادة المتميز ابداعا وفكرا الأستاذ الدكتور صالح زياد،ومديرها التنفيذي المتوهج تفاعلا وعطاء الأستاذ عبدالله مفتاح، وشكرا لكل الشراكات المثمرة التي تعقدها الوزارة بما يساهم في إحداث نقلات نوعية على الساحة الأدبية والثقافية، والقادم عطاء متميز بحول الله...
ولأن التغذية الراجعة مطلب مهم،ولأني أثق أن الوزارة والهيئة والجمعية يشرفون على مناشط أدبية وثقافية تمثل المملكة العربية السعودية،مما جعل منها مهوى أفئدة المثقفين والأدباء في كل مكان، ويسعدهم أن يدعموا بالقول والرأي والمشورة فإني فقط أشد على أيديهم، وأذكرهم بأن الأدباء والمثقفين الذين يعتزون بقائدهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعراب الرؤية المستقبلية الشاب المتوقد وعيا وعلما وحماسا سمو الأمير محمد بن سلمان- حفظهما الله، وهم فخورون بما يحققه وطنهم من منجزات وما يختطه من رؤى شجاعة في محاربة التطرف والفساد، هم كذلك يثمنون لوزارتهم وهيئتهم هذه النجاحات ،ومع كل ذلك فإني أعتقد أن إشكالية «التكرار» في اختيار الأسماء المشاركة في فعاليات الهيئة والمعرض والملتقيات قد يفهم منها أننا نعاني لا قدر الله في المملكة العربية السعودية من شح في الأسماء المبدعة علما وإبداعا ،فنضطر للتكرار،وهنا أدعو الزملاء في الهيئة والجمعية إلى مراجعة الأسماء وتوزيع الفرص على الجميع وفق رؤية تجمع بين جدة الاسم وقدرته وتمكنه دون تكرار وإملال ،وحتى أكون واقعية في هذه الأمر فإني أدعو الزملاء في الوزارة والهيئة إلى مراجعة الأسماء المشاركة في الأربع أو الخمس فعاليات الأخيرة المتتالية حيث تكررت بعض الأسماء في فعاليات لايفصل بينها سوى شهر واحد أو شهر ونيف ، وذلك على حساب أسماء أخرى،وأثق أن معالجة هذا الأمر تكون بالبحث عن أسبابها، ومن ثم معالجتها بحيث تكون المشاركات والدعوات وفق رؤية منصفة لا تجامل أو تقصي!
ختاما: كلي فخر واعتزاز بوطني الذي يقفز قفزات واسعة وسريعة نحو الابداع، والشكر يتجدد للوزارة وهيئتها وجمعيتها لكل هذه المنجزات التي من حقنا أن نحتفي بها وأن نراهن على أن مستقبل الفعل الثقافي لدينا سيكون لائقا بقيادة حازمة عادلة، أثبتت أن لا مكان للفساد أو التطرف أو التراخي في بلادنا التي تقدم نموذجها الجديد، ورؤيتها العظيمة على نحو يحظى باحترام العالم بأكمله ولله الحمد والمنة.
** **
بشائر محمد - شاعرة وروائية من الأحساء