تعني فكرة القراءة المتوازية (Parallel Reading) أن نقرأ أكثر من كتاب في وقت واحد. فقد تمر على محب القراءة فترات يصاب فيها بما يسمى (الانسداد القرائي)؛ حيث يتوقف عن قراءة كتاب ما (قد يكون فكريًّا أو فلسفيًّا أو صعبًا أو حتى عادياً من أي نوع) ولا يستطيع إكماله، وقد تستمر هذه الحالة أيامًا أو أسابيع وأشهرًا. وبدلًا من ذلك يمكن ترك هذا الكتاب مؤقتًا والبدء بقراءة كتاب آخر أكثر جاذبية، وربما أقل في عدد الصفحات، ثم العودة إلى الكتاب الأول، أو ربما البدء بكتاب ثالث ورابع في مجال مختلف. وحين ترك كتاب ما والبدء بقراءة كتاب آخر فلا ضرورة لإنهاء هذا الكتاب الآخر، بل يمكن العودة إلى الكتاب الأول في أي وقت، كما يمكن المراوحة بين الكتابين، أو حتى بين أكثر من كتابين، في آن.
ولا يمكن أن تعد هذه الطريقة سلوكًا سلبيًّا أو تهربًا من القراءة، بل على العكس؛ فقد تكون دافعًا للاستمرار في القراءة والتحايل على حالة الملل والانسداد القرائي.
وقد يطرح البعض إشكالية أن ترك كتاب ما والانتقال إلى آخر قد يقلل من التركيز الحاصل؛ نتيجة التقافز من كتاب لآخر، وهو ما قد ينتهي بنا إما إلى عدم إكمال أي كتاب أو إلى عدم فهم واستيعاب أي منها. وهي فكرة حتى لو كانت صحيحة فهي مردودة؛ لأن البديل عنها هو التوقف عن القراءة نهائيًّا. فنحن لا نخير أنفسنا هنا بين قراءة كتاب ثم قراءة آخر بالتوالي، بل قراءة كتاب بالكامل أو التوقف كليًّا عن القراءة، وهو ما لا نريده بالتأكيد.
وخلاصة القول هنا أن الجرعات المركزة من القراءة في مجال قرائي ما أو في كتاب بعينه قد تخلق عزوفًا عن القراءة أو تضعف الحضور الذهني للقارئ، هنا تأتي القراءة المتوازية لتكون مخرجًا من هذه الحالة.
• لو أنني أستطيع القراءة باستمرار دائماً، فلن أكون في حاجة إلى رفقة أي شخص. الشاعر البريطاني بايرون.
** **
- يوسف أحمد الحسن