ما بين اليمين واليسار ... لحظة قرار ... علي الجرجاوي ...
شيخ من صعيد مصر ... أسلم على يده 12 ألف ياباني ...
اليابان لم ترفض الإسلام .. ولكن .. احتاجت مسلمين ...
أ.د. سمير عبدالحميد إبراهيم
يتطرق الكتاب في جولة تتجاور الـ 300 صفحة إلى أحوال الإسلام سياسياً وثقافياً وأكاديمياً في اليابان، يناقش فيه عدة قضايا أهمها مفهوم اليابانيين للدين، وبدايات فهم الإسلام ومستقبله في اليابان. ومع كثرة العقائد والأديان عند اليابانيين إلا إنه يمكن القول إن المثقفين والمفكرين اهتموا بالمسيحية والبوذية، أما الشعب لم تتغير نظرته فيما يتعلق بالدين، فهو شعب حسب الدراسات لا يؤمن بالغيبيات نتيجة لواقعية فرضتها عليه ظروف المجتمع.
في التاريخ الحديث مر الإسلام في اليابان بثلاث مراحل، الأولى مرحلة ما قبل الحرب العالمية الأولى، بداية من نهايات القرن التاسع عشر بعد حركة ميجي وبداية القرن العشرين، ومرحلة ما بين الحربين العالمية الأولى والثانية، والمرحلة الأخيرة مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
كانت البدايات من خلال إرسال الوفود على شكل جماعات وأفراد وقد زار أولها تركيا عام 1878م من أجل إقامة علاقات تجارية ثقافية بين اليابان وتركيا وتطويرها. وقد ساعد على ذلك فترة الغليان والتشكل والتي بدأت قبل نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين وما تخللها من حربين عالميتين. خاصة وأن اليابانيين يريدون تأسيس دولتهم وإقامة الإمبراطورية الآسيوية الكبرى كحلم يرغبون تحقيقه منذ القرون الوسطى. أما الغرب فيريد فرض هيمنته على العالم. كانت الأمم كمن يتحسس الطريق ليختار الطريق الأفضل، إلى أن حسم الغرب الموقف في الحربين العالمية الأولى والثانية.
أما فترة ما بين الحربين العالميتين فقد كانت مثمرة بالنسبة للإسلام في اليابان فقد تأسس مسجد كوبيه عام 1933م، ومسجد طوكيو عام 1938م، وتزامن ذلك مع فكرة آسيا الموحدة والتي كانت لا تزال هاجساً عند اليابان، فسوزوكي تاكايشي مؤسس جمعية طوكيو الإسلامية عام 1940 «أُسندت له مهمة عسكرية في جزيرة جاوه واستمر يقود حركة الاستقلال الإسلامي في إندونيسيا لسنوات» وهذا يعطي انطباعاً أن ما كانت تقوم به اليابان له جانب سياسي في دخول إندونيسيا عن طريق الإسلام.
أما بعد الحرب العالمية الثانية ونتيجة لخسارة اليابان حربها ضد الحلفاء تعطلت الجمعيات والمؤسسات المهتمة بالشأن الإسلامي، ووضوح الرؤية بالنسبة للقوى العظمى في العالم، وبدأ العالم يتشكل بصورته الواضحة، والذي ظهر فيه أن العالم الإسلامي لم يعد يشكل أي قوة أو تهديداً بالنسبة لليابانيين، وبالتالي تم إغلاق كثير من المعاهد والجمعيات المتخصصة بالدراسات الإسلامية، كتعبير عن حالة الإحباط التي عاشتها اليابان من كل الجهات فالأهداف السابقة المتمثلة في فكرة «آسيا الكبرى» فشلت، فتحول الأمر من محاولة فهم اليابانيين للإسلام من قبل الدولة اليابانية إلى إعطاء فرصة لمسلمي اليابان بتقديم الإسلام كما يرون، فالحكومة لم تعد تكترث بالإسلام وفي نفس الوقت لا مانع لديها من أن يقدم المسلمون دينهم.
أخيراً ... هناك تقصير من المسلمين حيال نشر الدعوة الإسلامية بشكلها الصحيح.
ما بعد أخيراً .... الإسلام دين عظيم ...
أحياناً ... يخذله أبناؤه قبل خصومه...
** **
- خالد الذييب