الثقافية - بريدة - كتب إبراهيم الماجد:
في خُطوةٍ تُجسِّد اهتمام قيادتنا الرشيدة، بربط التكوين الثقافي المعاصر للإنسان السعودي بالميراث الإنساني الكبير، الذي يشكّل جزءًا من تاريخ المملكة، حيث وافق مجلس الوزراء الموقر، على تسمية هذا العام 2024 بـ«عام الإبل»، ليُشكل هذا القرار امتداداً للرعاية الملكية العظيمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- وكذلك من لدن ولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- هذا القرار امتدادٌ لرعاية الدولة، للتراث والثقافة، والحرص على إنسان هذا الوطنِ، وتاريخِهِ، وثقافته، وتراثه.
وفي تفاعل مع هذا القرار الذي جاء في وقته الصحيح، حيث الحراك الكبير لهذا الموروث العظيم، الذي يُمثلُ هوية بلادنا فقد قامت ( ثلوثية أحمد التويجري ) بمدينة بريدة باستضافة رئيس الجمعية السعودية لدراسات الإبل - ذود - الدكتور محمد بن سلطان العتيبي ليلقي المزيد من الضوء على أهمية تسمية عام 2024 بعام الإبل .
مقدم الأمسية الاستاذ عبدالعزيز الزامل قال في تقديمه :
إن عظمة الإبل لا تقتصر فقط على جمالها وقوتها الجسدية، بل تتجلى أيضًا في أثرها الكبير على الحياة اليومية للإنسان السعودي. إنها ليست مجرد حيوانات تساعد في التنقل وحمل البضائع، بل هي جزء لا يتجزأ من الثقافة والاقتصادالسعودي.
يا حاديَ الرَّكبِ قد لانتْ لك الإبلُ
واستأنسَ الليلُ وانقادتْ لك السبلُ
ورحَّبَتْ كلُّ أرضٍ كان يبلُغُها
عذبُ الحداءِ وفيه البوحُ مشتعلُ
البِلْ عطايا الله في وجهها الخير.. لو الضما والجوع ساطي باهلها
يا للي تسوم الوضح ماهيب للبيع
اللي يُوسِّع خاطري لا تسومه
دور وتلقى البيع عند الطماميع
اللي تصـفي كل يـومٍ بيـومه
الأمسية التي جاءات تحت عنوان: عام الإبل..الموروث والمردود ، جال المحاضر بالحاضرين في تاريخ الإبل منذُ نشأتها التي كما أشار المحاضر إلى أن ذلك يعود إلى ما قبل 7000 عام قبل الميلاد كما تشير النقوش المكتشفة حديثاً في منطقة الجوف، مؤكداً بأن بلادنا المملكة العربية السعودية هي الموطن الأصلي لها، وأن عناية الدولة بهذا الموروث لا يوجد له مثيل على مستوى العالم، وقال الدكتور محمد العتيبي إن عام الإبل يمثل نقلة نوعية في اهتمام الدول بالإبل ثقافة وتاريخ واقتصاد، وأشار إلى أن مما يمكن أن يحقق رافداً ثقافياً واقتصادياً جعل الإبل من وسائل الجذب السياحي، لكون بلادنا تزخر بالمواقع التاريخية المرتبطة بالإبل، كمواقع غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، وقصة ( القصواء ) ناقته عليه السلام التي اختارت بأمر الله سبحانه وتعالى موقع إقامة مسجده عليه السلام ، وكذلك قصص الشعراء العرب سواء في الإسلام أو ما قبله. كأمرئ القيس ، وليلى وعنترة، وطرفة ابن العبد، وغيرهم الكثير الكثير، لمن لهم قصص مرتبطة بالإبل والمكان .
وأكد الدكتور محمد العتيبي على أن عام الإبل الذي نحن في بداياته سيشهد بإذن الله حراكاً كبيراً سيكون في المسار الذي يخدم الإبل وأهلها ويحقق نقلة نوعية في هذا الموروث.
من جانبه أكد عميد الثلوثية الأستاذ أحمد بن عبدالله التويجري بأن ( الثلوثية ) بإقامتها هذه الأمسية عن هذا الحدث المهم، يأتي مساهمة منها في هذا العام.. عام الإبل، وأكد بأنه بصفته الشخصية وكمهتم بهذا الإرث يسعى جاهداً لخدمته وتقديم كل مامن شأنه خدمة أهل الإبل لتكون على المستوى الذي تأمله القيادة -حفظه الله- واعداً بالمزيد من الدعم ، والمزيد من التفاعل مع هذا العام ..عام الإبل.