على مدى خمسة أعوام 2000-2005 م قدّم الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن التركي صفحتي حوارات في جريدة الجزيرة أسماهما: (واجهة ومواجهة)، واستضاف فيها عددًا من الرموز الإدارية والمجتمعية، والمنشور منهم أربعة وثلاثون، وهم:
الأمراء خالد الفيصل وتركي الفيصل وخالد بن سلطان ومتعب بن عبدالله ومحمد العبدالله الفيصل وفيصل بن سلمان وسعود بن عبدالمحسن وعبدالعزيز بن ماجد وعبدالله بن فيصل بن تركي وفيصل بن خالد، والوزراء الأساتذة والدكاترة: غازي القصيبي وعلي الشاعر وعبدالعزيز الخويطر وسليمان السليم ومحمد أبا الخيل وعبدالله المعمر ومحمد الملحم ومحمد الجاسر وحمد المانع وخالد القصيبي ومحمود سفر ومحمد الرشيد وعبدالعزيز الزامل والأساتذة: عبدالله النعيم ومحمد الفايز عبدالمقصود خوجة وسليمان الحميد وإبراهيم بن سلمة وعبدالرحمن الجريسي والدكتور صالح العمير والمشايخ محمد العبودي وصالح الفوزان وصالح السدلان والعماد مصطفى طلاس.
وقال التركي في مقدمته:
تبقى أوراقُنا القديمةُ نحنُ بما نُمثله أو نتمثلُه، وربما تجاوزناها رؤيةً واقتناعاتٍ، وربما تجاوزها الزمنُ تغيرًا وتبدلًا، وربما لم تعدْ موقعَ قيمةٍ للقارئِ والمتابع، غير أنها ستظلُّ ذاتَ دلالاتٍ تاريخيةٍ إداريةٍ توثيقيةٍ تَعبُر الزمنَ وتُعبِّرُ عنه، وتمنحنا متعةً حينًا، وفائدةً حينًا، ومقارناتٍ ومقارباتٍ أحايين، وإذ تقلُّ أهميتُها من جانب تزدادُ من جوانب، وبدا من الأهمِّ فوق المُهمِّ رصدُها؛ فزمنُ السيل المعلوماتي قلبَ معادلاتِ التاريخ فما عاد الأمسُ حاضرًا اليوم، مثلما لم يصبح اليومُ أبًا للغد، ومن هنا جاءت فكرةُ هذا الكتاب بعد مرورِ قرابة ربع قرنٍ على نشرِ حوارات «واجهة ومواجهة» في صحيفة الجزيرة.
وأضاف: سيبقى لمثلِ هذه اللقاءاتِ حضورٌ في ذاكرة التاريخ؛ فهي أحدُ مصادره، وفي ذاكرة الثقافة لأنها بعضُ مكوناته.
وأكد الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة في تقديمه: «حسن اختيار الدكتور التركي للأشخاص، ونوعية الأسئلة، وقيمة المعلومات في الإجابات، وعناوين كل حلقة، ومقدمتها والأسلوب المشوِّق الذي صيغت به كل حلقة، والتنوّع بين كل حلقة وأخرى، والجاذبية في إخراج الحلقات، والمحافظة على المستوى في نوعية الضيوف والأسئلة دون تنازل أو تسامح، أو قبول بما هو أدنى، أو حتى بما هو في الوسط عند التقييم، فالتركي لا يقبل بأنصاف الحلول، وأعماله الصحفية مع خلوها من طابع الإثارة التي كثيراً ما تكون مفرغة من جودة المحتوى، إلا أن أسلوبه، وطريقة عرضه، واهتمامه باللغة، والموضوعية، والصناعة المهنية، عوَّضته عن ذلك، وأكسبته متابعين كثرًا، وحسناً إذ تولى (مركز ابن صالح) بعنيزة جمع هذه الحوارات المهمة وطباعتها وإصدارها في كتاب لتمكين المهتمين من الاطلاع عليها، وأخذ الدروس منها، ومعرفة الحالة التي كانت عليها الجهات والقطاعات التي ينتسب إليها ضيوف (واجهة ومواجهة)، فهذا جزء من تاريخ المملكة في فترة إعداد هذه الحلقات، وقيمتها تكبر وتزيد مع مرور الوقت، كما أن ظهورها في كتاب يعني المحافظة عليها، والحيلولة دون غيابها، وزيادة انتشارها، واعتبارها شهادات من ثقاة مسؤولين عن مرحلة من عمر هذه البلاد.
احتوى الجزء الأول على 21 حوارًا والثاني على 13 حوارًا، وسيكون متوفرًا في معرض كتاب الرياض هذا العام في جناح المكتبة العالمية D-60.