إعداد - طارق العبودي:
حققت الرياضة في بلادنا قفزات جذبت إليها أنظار واهتمام العالم، وخطت خطوات تاريخية، على صعيد الأحداث والفعاليات في مختلف الألعاب والأنشطة، وبسببها تحققت العديد من النتائج الإيجابية المفرحة، ومنها الانتصار التاريخي للأخضر، على الأرجنتين في افتتاح مباريات المنتخبين في مونديال قطر 2022، ليصبح الحدث الأبرز في البطولة الكروية الأكبر.
وتحقيق فريق الهلال الأول بطولتين آسيويتين 2019 و2021 تضافان لألقابه الآسيوية السابقة، وانتزاعه الميدالية الفضية والمركز الثاني في مونديال الأندية كأكبر إنجاز يحققه نادٍ سعودي، ليدخل هذا الإنجاز في إطار التاريخ.
وكذلك نجاح منتخبات الفئات السنية لكر القدم في تحقيق بطولات قارية وعربية وإقليمية، إلى جانب نجاح عدد من الرياضيين في تحقيق العديد من الميداليات في بطولات ومسابقات أولمبيه مختلفة، كان آخرها قبل أيام عندما حقق مجموعة من الأبطال ميداليات منوعة في دورة الألعاب الآسيوية في الصين.
كما دخلت الرياضة السعودية مرحلة جديدة تاريخية شهدتها الأندية، بإطلاق سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، تحقيقًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030 في القطاع الرياضي.
وتضمن المشروع في المرحلة الحالية مسارين رئيسيين؛ أولهما، الموافقة على استثمار شركات كبرى وجهات تطوير تنموية في أندية رياضية، مقابل نقل ملكية الأندية إليها، والثاني طرح عدد من الأندية الرياضية للتخصيص بدءًا من الربع الأخير من عام 2023م.
وتعمل وزارة الرياضية على استحداث وتطوير 10 ملاعب في الرياض وجدة والمنطقة الشرقية.
وساهمت الرياضة بـ1 % من الناتج الإجمالي للمملكة، بفضل تحقُّق العديد من الإنجازات في العديد من الرياضات، بدعم القيادة الرشيدة، ومن المقرر رفع مساهمة الرياضة إلى 1.5 %.
* * *
دعم الأندية يتواصل باستراتيجية مختلفة
في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- أطلقت وزارة الرياضة استراتيجية دعم الأندية وفق خطة متكاملة، ومن خلال نظام حوكمة فعّال للأندية في مختلف مناطق المملكة، بهدف تشغيل وتطوير هذه الأندية لضمان استدامتها إداريًّا وماليًّا، ووفق معايير محددة لتشجيع الأندية على الاهتمام بالرياضات المختلفة لتسهم في تطورها، وجعلها من الرياضات التي ترفع اسم المملكة عاليًّا في المحافل الدوليّة.
إستراتيجية الدعم ساهمت في رفع مستوى الرياضة بمختلف أنواعها، لتحقق أعلى المستويات العالميّة من خلال تنوّع وانتشار الألعاب المختلفة لدى الأندية وتعزيز مستواها وأدائها العام.
وتوفّر الإستراتيجية دعمًا ماليًّا مقدرًا لجميع أندية المملكة بلا استثناء وفق أسس وضوابط محددة الأمر الذي وفر لجميع الأندية السعودية أرضًا خصبة للعمل وتحقيق طموحات الشارع الرياضي، وخلق فرصٍ متكافئة للمنافسة بين الجميع وفي مختلف الألعاب، وأزال عن الأندية همًّا كان يحد من طموحاتها وهو الشح المادي وضعف الإيرادات مقارنة بحجم المصروفات.
* * *
طلب تنظيم مونديال 2034 يعكس ما وصلت إليه المملكة من نهضة شاملة
أعلنت المملكة العربية السعودية نيتها الترشح لاستضافة بطولة كأس العالم 2034، وفق خطة شاملة يسعى من خلالها الاتحاد السعودي لكرة القدم نحو تسخير كافة الإمكانات والطاقات لتوفير تجربة رائعة وغير مسبوقة لإسعاد عشاق كرة القدم في هذا الحدث العالمي بعد النجاحات الكبيرة التي تحققت في استضافة المملكة للعديد من الأحداث والفعاليات الرياضية العالمية.
وأكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- بهذه المناسبة، أن رغبة المملكة العربية السعودية في استضافة كأس العالم 2034 تعد انعكاسًا لما وصلت إليه - ولله الحمد - من نهضة شاملة على الأصعدة والمستويات كافة، الأمر الذي جعل منها مركزًا قياديًا وواجهة دولية لاستضافة أكبر وأهم الأحداث العالمية في مختلف المجالات، بما تملكه من مقومات اقتصادية وإرث حضاري وثقافي عظيم. وأبان سموه أن نية الاستضافة تأتي تأكيدًا على الجهود الواضحة والكبيرة التي تقوم بها المملكة في نشر رسائل السلام والمحبة في العالم، والتي تعد الرياضة أحد أهم وأبرز أوجهها، كونها وسيلة مهمّة لالتقاء الشعوب بمختلف أعراقهم وتعدد ثقافاتهم، وهو ما دأبت المملكة على تحقيقه في مختلف المجالات، ومنها المجال الرياضي. وتعد الرياضة رافدًا أساسيًا لنمو الاقتصاد وازدهاره، حيث تحرص المملكة على الاستثمار الأمثل في القطاع الرياضي من خلال العمل المستمر على تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 ، بما ينعكس على مستويات جودة الحياة لمواطني المملكة والمقيمين على أراضيها، وتوفير تجربة رائعة غير مسبوقة لعشّاق كرة القدم في العالم في عام 2034 . وكانت المملكة قد نجحت باستضافة أكثر من 50 حدثاً رياضياً دولي منذ عام 2018 في مختلف الرياضات مثل كرة القدم ورياضة المحركات والجولف والرياضات الإلكترونية والتنس والفروسية وغيرها، كرّست من خلالها مكانتها كأحد أبرز الوجهات الرياضية العالمية. ويأتي هذا الإعلان لنية الترشح لاستضافة البطولة الأهم في عالم كرة القدم بعد 6 مشاركات سابقة للمنتخب السعودي كان آخرها في عام 2022. الجدير بالذكر أن المملكة ستستضيف خلال الفترة القادمة كأس العالم للأندية 2023 ونهائيات كأس آسيا 2027 بالإضافة لعدد من البطولات العالمية الكبرى في مختلف الألعاب.
* * *
بعد أعوام من الانتظار.. وفي أولى خطوات مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية:
نقل ملكية أندية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي إلى صندوق الاستثمارات العامة
أعلن سمو وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل في وقت سابق عن تحويل أندية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي إلى شركات، ونقل ملكيتها إلى صندوق الاستثمارات العامة، وكذلك نقل ملكية نادي القادسية إلى شركة أرامكو، ونقل ملكية نادي الدرعية إلى هيئة تطوير بوابة الدرعية ونادي العلا إلى الهيئة الملكية لمحافظة العلا ونقل ملكية نادي الصقور إلى شركة نيوم.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي خاص بتخصيص الأندية الرياضية، أكد فيه أن الهدف هو الوصول بالدوري السعودي إلى أفضل 10 مسابقات عالمية بدعم كبير ومباشر من القيادة، مفيداً بأن الدعم الحكومي مستمر لجميع الأندية.
يأتي إعلان سمو وزير الرياضة عن هذه الخطوة ضمن مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية الذي أطلقه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، وذلك بعد اكتمال الإجراءات التنفيذية للمرحلة الأولى، تحقيقاً لمستهدفات رؤية السعودية 2030 في القطاع الرياضي، الهادفة إلى بناء قطاع رياضي فعال، من خلال تحفيز القطاع الخاص وتمكينه للمساهمة في تنمية القطاع الرياضي.
* * *
أكثر من 50 حدثاً رياضياً عالمياً بضيافة المملكة
استضافت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الـ5 الأخيرة «على سبيل المثال لا الحصر» أكثر من 50 فعالية وحدثاً رياضياً عالمياً، ونجحت في ذلك بامتياز. كانت هذه الأحداث منوعة ما بين كرة القدم وألعاب أخرى، كان آخرها في كرة القدم استضافة السوبر الإفريقي بين فريقي الاتحاد الجزائري والأهلي المصري، وقبلها السوبر الإيطالي والسوبر الإسباني، وبطولة كأس الملك سلمان للأندية العربية في أبها والطائف بمشاركة نجوم عالميين، وفازت بشرف استضافة وتنظيم بطولة كأس آسيا 2027، وتستعد لاستضافة مونديال الأندية 2023 في جدة، وها هي الآن تعلن رغبتها واستعدادها لاستضافة وتنظيم أكبر حدث كروي في العالم المتمثل في مونديال 2034 . كما ستستضيف المملكة دورة الألعاب الشتوية في تروجينا 2029 . وبيّن هذه وتلك استضافت المملكة العديد من نزالات الملاكمة بين أبطال عالميين وسباقات رالي السيارات وخصوصاً رالي داكار المسابقة الأضخم في عالم المحركات 2021 وجائزة السعودية الكبرى STC للفورمولا1 لعام 2021 وسباق إكستريم إي العُلا 2021 والمنافسات الآسيوية لكرة اليد في دورتها الـ23 وبطولة العالم لرفع الأثقال للشباب وإقامة مباراة كأس مارادونا وغيرها الكثير والكثير. كل هذا لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله أولاً ثم الدعم الكبير الذي يجده القطاع الرياضي من قبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده - حفظهما الله - والذي بسببه تحول الحلم إلى حقيقة.
* * *
«وزارة» لإدارة الرياضة
في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تم تحويل الهيئة العامة للرياضة، إلى وزارة الرياضة، وهو القرار الذي وصفه سمو وزيرها الأمير عبد العزيز الفيصل «بالقرار التاريخي الذي يمثل مرحلة مهمة نحو تنفيذ وتطبيق رؤية المملكة 2030، وهو ما يجعلنا جميعاً أمام تحدٍّ جديد للمضي قدماً في تحقيق تطلعات قيادتنا الرشيدة التي تضع هذا القطاع ضمن أهم أولوياتها بتفعيل دور شباب وفتيات هذا الوطن الغالي في صناعة مستقبل الرياضة بالمملكة ووضعها في مقدمة الركب».
ويأتي القرار ليؤكد أهمية الرياضة وما تحظى به من دعم من قبل حكومة خادم الحرمين، وهو قرار يضيف الكثير إلى وزارة الرياضة ويجعل سمو وزيرها عضواً في مجلس الوزراء، مشاركاً في صناعة القرار وسرعة اتخاذ ما يخص القطاع الرياضي وينعكس على الرياضة والأندية والمنافسات، وهو ما لمس الجميع آثاره الإيجابية خلال الفترة التي تلت اتخاذ القرار حيث تضاعفت الإنجازات وباتت الرياضة السعودية إحدى الواجهات المضيئة للمملكة وإحدى الوجُهات للنجوم العالميين في جميع الألعاب.
* * *
وللنساء نصيبهن من الرياضة
حظي ملف الرياضة النسائية باهتمام كبير من القيادة الرشيدة من خلال الدعم والتشجيع وتنظيم المسابقات الرسمية في العديد من الألعاب.. ففي تحولٍ تاريخي أصبحت الفتيات يتنافسن في دوري لكرة القدم وآخر للطائرة وثالث للسلة، وشُكلت منتخبات وطنية للسيدات تخطى عددهن 25 منتخباً نسائياً في كل الألعاب تقريباً، وكل لعبة تنتمي إلى اتحاد مستقل، إضافة إلى مشاركة المرأة الرياضية في العديد من المنافسات الفردية والجماعية محلياً وخارجياً.
وحصلت مجموعة من النساء على عضويات مجالس إدارات الاتحادات واللجان والأندية.
الرياضة النسائية ولدت في عهد هذه القيادة الحكيمة حيث كانت الانطلاقة الحقيقية والفعلية بقرار تاريخي في عام 2018م بالسماح للعائلات بحضور المناسبات الرياضية، وهذا القرار كان بمثابة انطلاقة هذا الملف.
وذكرت وزارة الرياضة في تقرير لها تحت مسمى «أبرز أرقام رياضة المرأة»، جاء فيه: «إن في المملكة اليوم أكثر من 205 مجموعات رياضية نسائية، وهذه المجموعات متنوعة ما بين الرياضات المختلفة وليست مقتصرة على رياضة واحدة، ما يعزز ويقوي مستقبل الرياضة النسائية في المملكة التي تشهد إقبالاً كبيراً من بنات الوطن، ويزداد هذا الإقبال يوماً بعد آخر».
هذا التوسع الكبير للرياضة النسائية لم يكن سيأتي دون اهتمام القيادة ودعمها الكبيرين علاوة على جهود سمو وزير الرياضة، والذين يبذلون الغالي والنفيس من أجل رفعة اسم الوطن الغالي.
* * *
تأسيس 5 اتحادات بارالمبية جديدة لذوي الإعاقات
أعلن الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية تأسيس 5 اتحادات بارالمبية مستقلة، وهي: الاتحاد السعودي للسباحة البارالمبية، والاتحاد السعودي لألعاب القوى البارالمبية، والاتحاد السعودي للإعاقات البصرية، والاتحاد السعودي لألعاب الجلوس والكراسي والاتحاد السعودي للبوتشيا.
كما أعلن الموافقة على إدراج الرياضة البارالمبية، بما في ذلك المسابقات والمنتخبات الوطنية، تحت مظلة 14 اتحاداً قائماً هي: الاتحاد السعودي لكرة القدم، الاتحاد السعودي للفروسية، الاتحاد السعودي للسهام، الاتحاد السعودي لكرة الطاولة، الاتحاد السعودي للرماية، الاتحاد السعودي للتجديف، الاتحاد السعودي للكانو والكاياك، الاتحاد السعودي للتايكواندو، الاتحاد السعودي للترايثلون، الاتحاد السعودي لرفع الاثقال، الاتحاد السعودي للرياضات الجليدية، الاتحاد السعودي للرياضات الثلجية، الاتحاد السعودي للريشة الطائرة والاتحاد السعودي للدراجات.
وكانت الجمعية العمومية الـ 25 للجنة الأولمبية السعودية قد أقرت دمج اللجنة الأولمبية السعودية مع اللجنة البارالمبية السعودية في كيان واحد تحت اسم اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، حيث بلغ بموجبها العدد الإجمالي للاتحادات واللجان والروابط الرياضية في المملكة 97 اتحاداً ولجنة ورابطة رياضية.
* * *
برنامج الابتعاث لبناء جيل محترف من الصغر
في عام 2019م أطلقت هيئة الرياضة آنذاك برنامج الابتعاث السعودي لتطوير مواهب كرة القدم. وهو برنامج يتم من خلاله اختيار مجموعة من الشبان من أصحاب الموهبة الكروية وتكوين منتخبات منهم بحسب فئاتهم العمرية، ثم ابتعاثهم لدول أوروبية لتطوير وتنمية مواهبهم عن طريق الاحتكاك بالكرة الأوروبية، ليكونوا قادرين على تغذية المنتخبات السعودية، وكذلك إمكانية الانضمام للفرق الأوروبية.
كانت بداية البرنامج باختيار 21 موهوباً سعودياً «من أصل 40» ممن لم تتجاوز أعمار احدهم 20 عاماً للتدريب مع فرق درجة الشباب بأندية إسبانية مع امكانية منحهم فرصة المشاركة في المباريات الودية، وحضور دورات فنية خاصة باللاعبين على يد أمهر الأجهزة الفنية بالنادي الإسباني العريق الى جانب حصول اللاعبين على حصص تعليمية في اللغة وتغطية نفقاتهم الخاصة بالسفر والتنقلات والرعاية الصحية والأوراق القانونية.
وبحسب التقارير الصادرة عن ادارة البرنامج فقد استفاد اللاعبون السعوديون كثيراً في تنمية مهاراتهم، بل ان بعضهم انضموا رسميا لأندية أوروبية، وبعضهم عاد للعب في الاندية السعودية بعد أن باتوا اكثر نضجاً كروياً وفنياً.
** **
X: tariq_aloboudi