يحرص الشعب السعودي على إظهار حبه لوطنه والإعلان عن ولائه لولاة أمره، لاسيما في المناسبات الوطنية، وهذا دليل على مدى ترابط الشعب السعودي مع قيادته، ورغبته في إبداء مشاعر الفرح والسرور والحب لهذه القيادة الحكيمة التي لا تألو جهداً في سبيل سعادة شعبها، وتوفير كل وسائل العيش الكريم والراحة والطمأنينة لمواطنيها.. وهذا ديدن حكامنا من آل سعود منذ وعينا على الحياة ووعي آباؤنا وأجدادنا، فلم نر منهم إلا الخيرات والمسرات.. ومن يلقِ نظرة على الماضي القريب وعلى الحاضر المعاش الآن يلمس فرقاً شاسعاً كالفرق بين السماء والأرض، فوحدة بعد تشتت، وأمن بعد خوف، وغنى بعد فقر، وكثرة بعد قلة، وهذا بفضل الله ثم بجهود ولاة أمورنا من آل سعود، ممن أخرجت الأرض كنوزها وجادت السحب بأمطارها في عهدهم الزاهر العامر، وجاءتها خيرات الأرض من كل حدب وصوب تساق إليها سوقاً، مصداقاً، لقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ}.. فالإيمان والتقوى في الشعب والقيادة جلبا إلى المملكة ثمرات كل شيء، وقوة وأمانة وعدل حكامها جعلوا منها قبلة لكل من يريد العيش الكريم.
وهذه سنة الحياة في الأمم، فلا تتقدم ولا تستقر إلا بحكام أقوياء وأمناء يتطلعون إلى المستقبل المزدهر لشعوبهم، فيكرسون حاضرهم للتخطيط الواعي والعمل الجاد، وعيونهم على ضرورة الوصول إلى أهدافهم حتى يحافظوا على بلادهم ويوفروا الأمن والأمان لشعوبهم، لا يكلون ولا يملون من أداء رسالتهم والقيام بدورهم، ولا يدخرون وسعاً من أجل رؤية الأحلام تتحقق على أرض الواقع.
وخير مثال على هؤلاء الحكام الأقوياء الأمناء الذين أوقفوا حياتهم وكرسوا جهودهم لخدمة شعوبهم هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، الذي نحتفل في هذه الأيام بالذكرى التاسعة لبيعته ملكاً على البلاد.
من يعرف الملك سلمان أو يقرأ في سيرته وتاريخه، يدرك كم التضحيات التي قدمها والجهود التي بذلها من أجل بناء وطنه منذ تولى أول منصب له في الدولة.
واصل -حفظه الله- الليل بالنهار ساهراً على البناء والتنمية وحفظ الأمن، لا يمنعه عارض عن القيام بما أوكل إليه من أعمال ومسؤوليات.
أنفق -حفظه الله- زهرة شبابه بل عمره كله ليحافظ على راية المملكة عالية خفاقة، رافعاً اسمها في جميع المحافل الدولية، منذ كان أميراً لمنطقة الرياض، التي أضحت على يديه تضاهي العواصم العالمية من حيث المنشآت المعمارية والخدمية والمراكز الحضارية والطرق والحدائق والمباني والمواصلات والمطارات ووسائل الترفيه وغيرها من الخدمات التي جعلت منها مركز استقطاب رجال المال والأعمال والمستثمرين والسائحين والسياسيين وطلاب العلم والعمل.
لهذا فمن دواعي سرورنا أن نجدد المحبة والولاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، ونبارك لهما ولأنفسنا ولجميع أفراد الشعب السعودي الكريم بهذه المناسبة الوطنية، داعين الله أن يحفظ ولاة أمورنا وبلادنا وشعبنا، وهو خير الحافظين.
** **
- سعد بن عجلان إبراهيم العجلان