وحين افترقنا..
تهدمّ حصنُ
ودُكّت قصور
ونادتُ خرائبُ
أنقاض بابل..
يبابٌ
يباب..
سمعتُ صياح (البَسوس)
عليها سراب..
بَكيتُ بكلِّ عيونِ النساء
لذاتِ النقاب..
ذرفتُ دماءً
ودمعًا
وماء..
غسلتُ العيونَ..
وناديتُ كل الغواني
لخنساء عصرٍ
تنوحُ وتشدو
هلمُّوا إليَّ
ردّدن حرفي..
فقد بُحّ صوتي
وجفّت دموعي
وشاختْ نواصيَ شَعرِي..
وشِعري الرقيق ...
باعوه قسرًا
بسوقِ النِّخاسة
وصرتُ ضريرة
اشتمُّ ريحًا
وروحًا بعيدة
فهل من قميص؟!
يردُّ عليّ الحياة السعيدة
ويروي سنيني العِجاف؟!
لأرتُقَ قلبي
وشِسْع نِعالٍ
تداعى
لطولِ المسير ...
فأزهرُ «سُنبلةً» في أيار..
كتِبرٍ فتيتٍ
ترفُّ شموخًا..
تُحاكي عَنان السماء
ولا ضَير إن طحنُوها دقيقًا
فتأكلُ منها البطونُ الجِياع
ولا ضير إن أبعدتها الرياح
لئلّا تكون كـ سقطِ المتاع!
** **
- عفاف حسين الحربي